بمعدل مدرب لكل جولة تواصل مقبرة المدربين بالدوري السعودي استقبال الضحايا الذين وصلوا للعدد خمسة والمتابعين يرددون (يا فتاح يا عليم) فالموسم في أوله!

عبد القادر عمراني (الرائد) ثم خورخي داسيلفا (النصر) وبعده نيبوشا (هجر) ثم خوان رودريغز (الوحدة) وأخيرا جميل بلقاسم (القادسية) وأخاف أن يتزامن نشر هذا المقال والغلة قد زادت!

أصبح المدرب هو أقرب «حيطة» يمكن أن يقفز عليها رئيس النادي هارباً من جحيم تقصيره أو إهمال لاعبيه وجهازهم الإداري، فلا بأس من دفع راتب شهرين لإعفاء المدرب بدلاً من أن يكون هو في واجهة الأحداث أمام الجماهير!

نخسر مئات القدرات الفنية القيادية لأسباب فردية وجماهيرية وإعلامية ونؤصل لثقافة البراءة للاعبين والإداريين في أحد أسوأ مناهج التطوير الكروي!

قبل عامين وجد اتحاد الكرة السعودي نفسه في ورطة تاريخية؛ فقد استبسل للتعاقد مع مدرب لكنه لم يفلح والسبب السمعة السيئة في مجال إلغاء عقود المدربين السريعة وغير المدروسة، ووصل الحال لأن ندخل أكبر بطولة قارية، وهي كأس آسيا بأستراليا بمدرب استعرناه بحب الخشوم من الأهلي الإماراتي على طريقة (تكفون طالبينك نبي مدربكم فزعة ترانا ورطانين)!

بالأمس كان مدرب نادي الاتحاد بولوني على حافة الإقالة، لكنه فاز على الهلال فتنفس الحرية وألقى بالكابوس على الروماني دونيس، الذي بدأت أسهمه بالانخفاض!

إنهم يتعاملون مع المدربين تماماً كذاولات القمار، فلا مجال إلا للربح أو الخسارة داخل إطار زمني محدد أما المستقبل فـ«يفتح الله»!

مادام المال يسري بين أيديهم دون تعب ولا دراسات فلن يتورعوا عن أي ثمن يدفعونه، لذلك ريحوا البال كثيرا حتى تأتي الخصخصة، وعندها لكل حادث حديث!