ليس هناك حديث ملتهب بالدوريات الخليجية الكبرى «السعودية- الإمارات- قطر» سوى عن التحكيم وشؤونه وأخطائه، حتى إن الأمر دخل مرحلة جدية، ليكون القاسم المشترك لوقف اتساع الثقافة الاحترافية على اعتبار أن عنصر التحكيم مكون أساسي للانضباطية داخل الملعب، فإذا ما فقد ثقة الآخرين ستكون الساحة ميداناً للفوضى والشك!
الأمر ليس طارئاً، وإذا ما رجعنا بالذاكرة لدورات الخليج، لوجدنا أن عدداً من المنتخبات انسحبت بدورات سابقة، بسبب التحكيم.
إنه إرث قديم يجعل من الحكم فقط هو «حمال الأسية!».
نشاهد وإياكم بطولات أوروبية وبطولات كأس العالم، وننظر لأخطاء التحكيم، التي غالباً ما تكون وخيمة، ومع ذلك لا يسبب الأمر ضجة أو قضية أساسية لذاك المنتخب أو الفريق.
إنها الثقافة الاحترافية التي يفتقدها اللاعب الخليجي، لذلك لا غرابة في أن تضيع نصف مبارياتنا الدولية، ونحن نلاحق الحكم أو نصرخ بوجهه.
اللاعب ذكي جداً، ويهمه أن تظل إدارات الأندية ومسؤولو المنتخبات أسرى لقضية التحكيم، لأنه سيتخلص من كابوس ملاحقة ميكروسكوب أدائه الفني، فكم من لاعب أفلت منا، ونحن نطارد، خطأ، حكماً هنا أو هناك!
من يقرأ تصاريحنا بالخليج ضد الحكام وهو من خارج القارة، سيتأكد أننا نعيش مع مافيا تحكيمية، تسيطر على المباريات، فالكلمات الجارحة، والتشكيك، والاتهامات تصل إلى حد الإيقان بوجود فساد.
ماذا يعني حينما يقول أحدهم: الحكم تعمد هزيمتنا؟ أليس ذلك اتهاماً بفساد الحكم؟! تعودنا على المئات من نوعية هذه التصاريح، ولم نستطع أن نحمي أي حكم كما يفعل الآخرون.
أي حكم يدخل وهو فاقد للثقة سيظهر مهزوزاً، ولذلك تجد الحكم نفسه يتألق خارجياً، لأن الثقة تعود إليه من دون ضغوط، لندرك أن التحكيم لن يتوقف عن مسلسل أخطائه، وصنيعة كذبة الأخطاء هي التبرير المعلب القديم للمخفق، والمهمل، والجبان، في مواجهة خطئه.
هل تملك دليلاً ضد فساد حكم خليجي؟
أعطني دليلك، وسأشطب كامل المقال، وأعتذر لك!