واحدة من الحقائق المؤسفة التي تعاني منها الكرة السعودية، أن اتحاد الكرة فشل إثبات قدرته على إعادة البريق «للأخضر» منذ استلم مهامه بعد انتخابات ديمقراطية، أوصلت أحمد عيد إلى مقعد الرئيس، والذي ترشح إليه بكامل إرادته على الرغم من معرفته السابقة بأوضاع الاتحاد، بعد أن استلم الدفة قبل ذلك مكلفاً لتولي المرحلة الانتقالية إثر استقالة الأمير نواف بن فيصل رئيس الاتحاد السابق وهو الأمر الذي يكشف أن أي مبرر لأوضاع سابقة حالت دون النجاح يعتبر تجاهلاً للحقيقة!
من كان يصدق أن المنتخب السعودي الأول ما كان سيجد مدرباً يتولى مسؤوليته في أمم آسيا 2015 بأستراليا لولا كرم الأهلي الإماراتي الذي سمح لمدربه كوزمين بقيادة الأخضر مؤقتا، وكان الاتحاد السعودي بقيادة أحمد عيد قد عجز قبل ذلك عن تهيئة منتخب يخطف لقب كأس الخليج التي أقيمت بالرياض، وعلى الاتحاد وهو المسؤول عن المنتخبات السعودية، أن يدرك أن الكرة السعودية ليست ملكاً لأحد، حتى لو كان رئيس الاتحاد.
فالعبث بالمنتخبات أمر لا يمكن تقبله حتى لو صمتت الجمعية العمومية على ذلك، وهي تتابع ما يقوم به الاتحاد دون أن تتخذ موقفا حاسما، فمن يصدق أن يتم تعيين مدرب جديد لمنتخب قبل بداية بطولة بعشرة أيام، وهو ما حدث مع الأخضر الأولمبي قبل انطلاقة «آسيا تحت 23 سنة»، ليخرج المنتخب السعودي بنقطتين من ثلاث مباريات.
ومن مجموعة تضم أربعة منتخبات يتأهل اثنان منها إلى الأدوار الإقصائية نحو أولمبياد ريو 2016، مسجلاً إخفاقا كرويا آسيويا ثانيا خلال اقل من عام كاشفا أن استمرار احمد عيد في منصبه بات يشكل خطرا حقيقيا على الكرة السعودية، ويجب إبعاده أو أن يعلن ابتعاده من تلقاء نفسه، رحمة بالمجتمع الكروي الذي يكن له الاحترام الشخصي، لكنه قطعا لا يراه مناسبا للاستمرار في منصب رئيس اتحاد الكرة!
وحقيقة مؤسفة أخرى لا يعلمها الشارع الكروي هي أن احمد عيد يحاول إخفاء حقيقة الغياب الدائم للهولندي فان مارفيك، مدرب المنتخب السعودي الأول، الذي يستعد لجولة حاسمة للوصول إلى روسيا 2018.
ففي الوقت الذي يشيع حساب اتحاد الكرة بتويتر أن مارفيك يتابع مباريات الدوري، تبقى الحقيقة أن المدرب الهولندي لا يتواجد بالملاعب السعودية إلا وقت مباريات المنتخب فقط، فيما يستلقي على سريره في هولندا ليتابع مباريات الدوري ومستويات اللاعبين عبر التلفاز.
Ⅶوختاماً لا مفر من استقالة أحمد عيد من منصبه إذا كان راغبا في مساعدة الكرة السعودية بالفعل، فلا خلاف حول أن الرجل حريص على تقدم الكرة السعودية، لكنه لم يعرف كيف يحقق هذه الرغبة، وعليه أن يمنح الفرصة لغيره.