لا شك أن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، لا يرضى إلا بالمركز الأول، هذا هو ما يؤمن به ويعتقده، وهذا ما يتحدث سموه عنه دائماً ويحفز الجميع للسعي إليه.

وذلك لأن تحقيق المركز الأول لا يتحقق إلا بالسعي إليه بنية وعزم وبقوة وجهد وبخطة وعمل، المركز الأول لا يتحقق بالصدفة، المركز الأول يتحقق بالرؤية وبالتميز، والمركز الأول ليس هو الهدف بذاته وليس هو الهدف النهائي.

إلا أنه وبلا شك أن السعي إليه يحقق الاحترافية في الفاعلية الشخصية، ويحقق الكفاءة في العملية التنافسية، ويحقق الإبداع في الذهنية الابتكارية، ويحقق التكامل في القوة المؤسسية، ويحقق الاستدامة في السعادة الوطنية.

وسباق كأس دبي العالمي مثال رياضي متكامل في فلسفة سموه ورؤيته لتأسيس وتأصيل ثقافة المركز الأول جهداً مجوداً وإنجازاً مميزاً، حتى أصبحت هذه الثقافة علامة استثنائية خاصة بسموه وبدبي وبدولة الإمارات.

بدأ كأس دبي العالمي منذ واحد وعشرين عاماً، بدأ قوياً وقوته تأتي من قوة رؤية سموه، وأصبح الأقوى والأغلى والأعلى، وأصبح السباق في الميدان هو ميدان التحدي المحلي والتنافسية العالمية، ودائماً مع المثل المحلي (الميدان يا حميدان) عبارة صريحة في التحدي.

ومع النجاح السنوي للسباق، تتوالى نجاحات صرح الميدان في التنظيم وتطوير الإمكانات والتسابق مع السباق، ولا بد أن يكون الميدان في المقدمة لتكون قوة السباق في القمة، وهكذا هو السباق في كل عام، من قمة إلى قمة، تنافسية إماراتية عالمية في الميدان والميدان هو موطن الخيل وللفرسان هو عنوان.

ومنذ بدأت تتطور وتزدهر سباقات الفروسية بأنواعها في دولة الإمارات وتحديداً بعد مرحلة الثمانينيات، بدأت سباقات الفروسية تسحب البساط من كل المسابقات وأصبحت تنافس كرة القدم، بل وربما تفوقت عليها في كثير من المناسبات، ولا عجب من ذلك؛ فهي رياضة أنيقة ورشيقة وجميلة وقوية وسريعة وممتعة ومشوقة ومنظمة إلى أقصى درجة، من سباقات السرعة إلى سباقات القدرة.

ومن منافسات الجمال إلى تحويل الأقوال إلى أفعال، ودبي ودولة الإمارات نحو المركز الأول في كل مجال، الفروسية تاج الرياضة، والرياضة متعة السياحة، والسياحة تحرك الاقتصاد، وهذه مرحلة مبكرة لمرحلة ما بعد النفط وسعادة شباب المستقبل.

صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد وميدان ودبي والإمارات وكل الفرسان هم كلهم في المركز الأول، وقد كتبت هذا المقال قبل أن يبدأ السباق، والمركز الأول مضمون لنجاح السباق، النجاح في التميز التنظيمي والرياضي والاجتماعي والإنساني والتنافسي والتسويقي والثقافي، والتميز في النجاح العالمي، التميز هو المركز الأول وكأس دبي العالمي هو المركز الأول بحد ذاته.

وهو الذي يجمع عالم الفروسية في ميدان النجومية، الشيوخ والملاك والفرسان والمدربين وغيرهم من النوابغ والمبدعين والمنظمين، ومعهم وحولهم كلهم جماهير الذوق والاختصاص والشغف وبالطبع عشاق حب الخيل.

 لست فارساً ولكن أرى الفارس أمامي قدوة، ولا أملك فرساً ولكن أرى الفرس أمامي جميلة، وليس لي علم بالفروسية، ولكن أرى الفروسية أمامي مدرسة.