في المقال السابق انتهينا إلى أن المنصب هو عملة واحدة، والمنصب هو رئيس مجلس إدارة اتحاد الإمارات لكرة القدم، والعملة هي بالطبع عملة دولة الإمارات وهي الدرهم، الوجه الذي تحدثنا عنه هو بمثابة الدلة، فهو الأصل وهو التاريخ وهو التراث وهو الرمز وهو الهوية، وكل هذا لا يمكن أن ننساه أو نستغني عنه، ولكن أيضاً لا يمكن أن تكون العملة من وجه واحد، ولهذا لا بد من الوجه الآخر أو بالأحرى الوجه المقابل، وهو الوجه الصعب فهو وجه الرقم، والرقم هو القيمة وهو المعيار، فما بالك إذا كان الرقم هو الرقم واحد وهو الرقم الذي لا تتنازل عنه دولة الإمارات.
وأعتقد أنه لهذا اختار الأخ مروان بن غليطة وهو المهندس القيادي والتنفيذي والإداري والرياضي والعقاري، وفوق كل ذلك هو البرلماني وربما أكثر، بن غليطة اختار وجه وطريق الرقم واحد، فهو رقم الحاضر وهو رقم التحدي وهو رقم العلم وهو رقم العمل وهو رقم المستقبل، والمستقبل لأصحاب الرقم واحد والمستقبل للشباب، ولهذا فرض طموح الشباب حضوره بقوة في حكومة المستقبل، وهذا ما يؤمن به بن غليطة وبالطبع له كامل الحق في ذلك، والبعض يرى أنه فعلاً محق في ذلك.
ولكن وأنا أكتب هذا المقال وبجانبي زميل، وبدون مقدمات قفز مذعوراً وقال: ماذا غلطة بن غليطة ؟ قلت له صحيح أنك أعمى، فالفارق كبير بين الغين والخاء وإن كانت قريبة المخارج عند الكلام ولهذا من الأحوط أن يكون التعبير بالأقلام، قال ولكن البعض يقول إن هناك غلطاً وخطأ، قلت ومن يقول إن الإنسان لا يغلط أو يخطئ، وخاصة من يعمل وكذلك من يتحدث، وتظل كثير من الأمور تقديرات وآراء ولا يفصل فيها وبينها إلا المعايير والأرقام ومؤشرات الأداء، وأعتقد أن المهندس بن غليطة سيكون ماهراً جداً في هذا المجال، فخطط الإدارة مع خرائط الهندسة ستحقق التكامل النظري، وعلى الجميع أن ينتبه إلى أن بيئة العمل تختلف كثيراً عن بيئة العلم، والإنسان لا يمكن أن يعمل منفرداً ومتفرداً، كما أنه لا يمكن أن يعمل منعزلاً ووحيداً، ولا أقصد السلطات والقرارات ولكن أقصد الإمكانيات والتخصصات والأهم الطموحات والذهنيات، ولهذا لا بد من تقليص الفجوة بين المساعدين والقيادات.
وبالطبع من حق بن غليطة أن يحلم بأن يصل إلى القمم، بل ومن الواجب عليه أن يخدم كرة القدم، وخلطة بن غليطة ما زالت سحرية، وهي حتى الآن مجرد قوة كلام، وقد تعرفنا على بعض عناصرها الرئيسة المتمثلة في الخبرة والهندسة والتنظيم والإدارة والتشويق والتسويق والأموال والتحدي والطموح والخطاب والتحفيز، ولكن يظل سر الخلطة لدى المهندس، والخلطة يجب أن تكون أسمنتية ذكية، صلبة وفي ذات الوقت مرنة، الخلطة ليست فقط للوصول إلى القمة، بل أيضاً لبناء القواعد وللسقف وللأعمدة، والبناء لا بد أن يكون متكاملاً ومتناسقاً ومتناغماً، ولذلك سننتظر مكونات الخلطة وتفاصيلها، وعليه في جميع الأحوال، دخل باب الاتحاد أو لم يدخل، عليه الإعلان عنها وعرضها فهي أصبحت من حق اتحاد الإمارات.
بن غليطة يتحدى الوضع وأطلق العنان للتعبير بهدف التغيير، وكل هذا في كرة القدم له أهدافه ومعاييره ومؤشراته، فما هي مؤشرات سعادة كرة القدم في الإمارات؟ لا أعتقد أنها مجرد تطويرات إدارية ومالية، وهذا ليس تحدياً في كرة القدم، التحدي أن نصل إلى متوسط عشرة آلاف متفرج في المباراة الواحدة ؟ وأن نكون دون المركز الأربعين عالمياً؟
والخلاصة للجميع، إذا كنت تسعى إلى الكرسي فالنتائج الفنية هي التحدي. فهل ما زلت تسألني من هو مرشحي، أنا أمتنع عن التصويت، الجواب لديك، وكل قرار فيه لك وفيه عليك، المشي مع حذر أم الجري مع خطر، هنا تظهر قوة القيادة وحكمتها.