قال لي عنوان المقال مقلوب، قلت له وكذلك هرم كرة القدم مقلوب بل ومغلوب، وقلت وهذا هو في الواقع الوضع الصحيح، قال هذا يحتاج إلى توضيح، قلت له البناء يبدأ من القاعدة وقوة البناء تعتمد على القاعدة، بينما نحن نهتم بالقمة دون أن نهتم بقواعد القمة.

وكذلك نهتم بالرئيس دون أن نهتم بسواعد الرئيس، رئيس بدون مجلس لا يمكن أن يتقدم ومجلس بدون رئيس لا يمكن أن يستقيم، كلاهما وجهان لعملة واحدة، ولهذا العنوان مقلوب حتى نرى العملة من الوجهين ونثمن قيمة المجلس ونحركه ولا نعتمد فقط على الرئيس ونقدسه.

وقد تشكل المجلس وتحددت مكوناته وبدأ العداد في الدوران وبدأ المحرك في الدوران وبدأت الكرة في الدوران وأيضاً بدأت كراسي المجلس في الدوران، فما هو الاتجاه؟ هل هو وفقاً للوعود؟

وهل الوعود فعلاً مناسبة للتقدم وللصعود؟ وهل الطريق سالك وبدون موانع أو حدود؟ هذه هي مرحلة التشخيص وتفصيل البنود، ولهذا على المجلس مواكبة تطور دولة الإمارات في الفكر الاحترافي والتخطيط الإداري وقياس الإنجازات والمردود.

ونتوقع مباشرة تنفيذ دراسة تحليلية متكاملة للكرة واتحادها، نقاط القوة ونقاط الضعف والفرص والتهديدات، وعرضها في اجتماع استثنائي خلال ثلاثة أشهر على الجمعية العمومية وضيوفها المستقلين.

وبذلك نضمن رؤية شاملة وخطة مشتركة وحيادية في المناقشات، وصياغة الأهداف وتحديد المؤشرات للقادم من السنوات، خطة سنوية كاملة للسنوات الأربع المقبلة، مع مراجعة بصفة دورية من قبل الجمعية العمومية، وعلى نتائج قياس المؤشرات يتم التصويت ولو شكلياً على تجديد الثقة في نتائج الانتخابات.

ولا داعي للانتظار لأربع سنوات إن كانت الفجوة السنوية واسعة بين الواقع والتطلعات، وليس بالضرورة أن نحافظ على كل ما هو موجود، علينا التخلص من العوالق والعوائق ونستثمر المكتسبات ومحفزات الصعود ويمكن دائماً أن نبدأ من جديد، نبدأ من الصفر أقوى وأفضل بكثير من أن نبدأ من رقم مكسور، ولا بد أن نبدأ النقاش والرسم مع الشفافية التامة في التصريح ودائماً لا يصح إلا الصحيح.

ودائماً قوة الرئيس هي في تحفيز بيئة العمل واتخاذ القرار، أما قوة المجلس فهي في توليد الأفكار والمجلس هو في الحقيقة المستشار، المجلس مجموعة متنوعة من الأعضاء وكلهم ممثلون لمجموعة من العملاء، أعضاء المجلس تحديداً هم في الأول وفي الأخير صدى صوت توصيات الأندية.

ولهذا قوة المجلس أقوى بكثير من حكمة الرئيس، والكثرة تغلب الشجاعة، ومع ذلك نريد أن تتوافق ثقافة الجماعة مع قوة الشجاعة، هكذا تتوافق ابتكارات الأفكار مع إبداعات القرار، ولا يمكننا ولا نريد أن نستمر في نفس الطريق العادي ولو أنه سالك لأنه جداً حالك وفي النهاية هالك، فمن لا يتقدم يتأخر والمستقبل لا ينتظر.

ونريد منكم تمثيل مستقبل كرة القدم في دولة الإمارات ونريد منكم رؤية القيادة ورؤية القمة، ولا نريد أن يظهر فيكم قصر النظر وضيق الأفق والأنانية والمصلحة الذاتية والآنية، كل واحد منكم دخل مرشحاً من النادي وأنت مؤهل لذلك، ولكن الآن أنت منفصل عن النادي وأنت مستقل، الآن أنت تمثل دولة الإمارات، تمثل كل الأندية، تمثل كل الجماهير.

أنت الآن تمثل حقيقة كرة القدم وتمثل مستقبلها، ويجب أن تكون كذلك حتى تكون قدوة للجميع عموماً وللشباب خصوصاً، ونريد المجلس كتلة واحدة ولكن لا نريده على كلمة واحدة، نريد حيوية الاستشارات ونريد كفاءة القرارات.

لنبدأ من أول يوم في المختبرات الكروية ولنبدأ الآن في الزيارات الميدانية للأهداف التنفيذية وليس المقاصد الانتخابية، الانتخابات فقط لفك المنافسة على الكراسي، وأنصحكم بعدم الجلوس على الكراسي، أنصحكم وأطالبكم بالوقوف على مدرجات الجماهير، هناك يبدأ العمل حيث التخطيط وهناك ينتهي حيث الإنجاز والرضا والسعادة.