قال لي: ألن تعلق على نتائج الانتخابات؟ قلت: لا تعليق، قال: ألن تعقب على نتائج الانتخابات؟ قلت: لا تعقيب، قال: ألن تعتب على نتائج الانتخابات؟ قلت: لا عتب، قال: ألن تنتقد نتائج الانتخابات؟ قلت: نعم، ربما هناك انتقاد، لكن مطلقاً لن يكون هناك انتقاص كما فعل بعض الناس، النقد غير النقض، النقد عملية إيجابية دائماً واسألوا الصاغة وأهل الذهب.
أما النقض فهو عملية غالباً سلبية، ولاحظوا من هو ليس له مذهب، ومطلقاً لا تستهدف انتقاد الأشخاص أو النتائج، بل استهدف انتقاد الجهود والبرامج، وعناصر ومعادن الاتحاد الآن في الأفران، حيث لا ظل إلا ظل النيران، والجميع الآن بين مطرقة النقد والسندان، وسنبدأ تدريجياً نتعرف إلى معادن الذهب، ولا شك أن له بريقاً ولمعاناً، ومن هو دون ذلك فعليه الانسحاب عندما يحين الأوان.
صندوق الانتخابات كان صادقاً وصريحاً وصافياً وفاصلاً، وصدى الأصوات في الصندوق صدح خارجه، والجميع سمع الأصوات وهي كما كانت متوقعة تماماً.
ولا شك أن كلمة أندية الهواة كانت لها الكلمة العليا، ولم لا؟ فهي المصدر الأساسي والمنبع الدائم والمتجدد لمعظم مواهب كرة القدم في أندية المحترفين منذ القدم، ولا شك أن المواهب هم الذهب وهم القيمة وهم الثروة وهم كرة القدم، ولهذا من حق أندية الهواة أن تشارك في قيادة كرة القدم في الإمارات.
بل ويكون لها التأثير والأثر في تاريخ كرة القدم فهي الحاضر وهي المستقبل، ولكن وبلا شك أن العبرة ليست في النادي وإنما في شخصية المرشح الذي قدمه النادي، الأندية لا تنتخب النادي، كرة القدم في دولة الإمارات تنتخب قادتها، وفي تقديري يمكن أن نعتبر أن هذا ما حدث.
والمجموعة الحالية هي الخيار وهي القرار وفيها البركة، ويبدو أن لديها الحركة والفكرة، ومن المؤكد أنها مشحونة بالطاقة واللياقة والأمانة والكفاءة، وقد استلمت السفينة ورفعت الشراع والشعار وتغنى بها بعض الشعراء، وأبحرت ولا مجال للعودة حتى موعد القفال، وهو موعد التقييم والاستقبال.
علينا الآن أن نترك التاريخ ونراجع الحاضر ونسابق المستقبل ونتعاون معهم على البر والتقوى، فهو طريق الفلاح والنجاح، وعليهم باسم الاتحاد تطبيق أسلوب الإدارة بالمكشوف، وكذلك الإدارة بالتجوال وأيضاً الإدارة الذكية، وعليهم الإعلان وباستمرار عن كل حدث وعن كل قرار.
وعليهم التصريح بشفافية عن كل إشكالية ومن دون أسرار، كرة القدم هي الجماهير ومن حق الجماهير الاطلاع أولاً بأول على كل الأخبار.
وروح الاتحاد هي كرة القدم والجماهير هي العاطفة وهي العاصفة أيضاً، والأندية هي الجوارح وهي المحركات وهي أصوات الانتخابات، وقد انتخبت عقل الاتحاد المفكر كما انتخبت قلبه النابض، وتقارب كل ذلك وتجاذبه سيكون سر نجاح نتائج الانتخابات، أما تباعده وتنافره فسيؤدي إلى تشاحنه وتناحره.
ولكل ذلك لابد أن نبدأ بأول مختبر، وأرى أن يكون حول لائحة الانتخابات، نعم من الآن، لأن الانتخابات هي بوابة تحمل المسؤوليات، وهذا المختبر تحديداً يجب أن يكون مستقلاً تماماً عن مجلس الإدارة ويعمل بصورة مباشرة مع الجمعية العمومية، وغيرها من الهيئات التشريعية والمجتمعية، ولا شك أن هناك الكثير من مجالات التطوير، وسيكون المختبر خير برهان.