عندما يكون ما تكتبه مقالاً أسبوعياً فإنك تحاول أن تلتزم به في توقيته وبغض النظر عن بداية الموسم أو خلاله أو أثناء سباته وإن كانت الحياة في هذه الزمان لا سبات لها، ولا حدود بين الليل والنهار ولا حدود بين الأحداث والأخبار، وفي ذات الوقت تحاول أن يكون المقال ولو أنه في الحدود الرياضية، إلا أنك تحاول أيضاً أن يكون هو أسلوب حياة أيضاً كما هي الرياضة، ويكون صالحاً للتداول ليلاً ونهاراً وحاضراً ومستقبلاً، وباختصار تحاول أن يكون المقال نظيفاً ونافعاً ومستداماً، كل ذلك يقف أمامك تحدياً ممتعاً ويؤدي إلى تحفيز خيالك وتحريك أفكارك ويظل المجتمع حولك هو ملهمك، فالمقال منهم ولهم كما هو منك ولك، الكاتب يقرأ وهو يكتب والقارئ يكتب وهو يقرأ.

وقد انتهى رمضان وهو موسم الخيرات والعبادات، وكان للجميع قبله استعدادات ومعسكرات وفي أوله مبادرات وتحفيزات وفي أوسطه أنشطة ومنافسات ولا شك أن في آخره جوائز ومكافآت، ولا شك أن لكل مجتهد نصيباً وعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم ونسأل الله لنا ولكم القبول.

وكما هو انتهاء موسم رمضان فقد انتهت قبله وخلاله كل مواسم الرياضة ما عدا بطولة القارة العجوز، وهذا طبيعي فالعجوز ليست كالشباب، مواسم محلية أوروبية طويلة ومنتخبات أوروبية عديدة، ودائماً قمة العطاء في النهايات كما هي قمة التشويق في المباريات، ومازال رونالدو في قمة المثابرة، لا يكل ولا يمل ويظل طوال الموسم في عمل، من بعد ومن قبل، وهو نموذج استثنائي في الجهد والعزم والأمل، ومازال يمارس هوايته في تكسير الأرقام القياسية بل ويرفعها إلى الأعلى، وكذلك مازالت ويلز تكتب التاريخ وتواصل مفاجآتها، وربما تكون أيسلندا حذت حذوها، وإن كانتا قد تجاوزتا حدودهما، ولمن شاهد مباراة إيطاليا وألمانيا فقد شاهد النهائي وشهد عليه، قمة المتعة والإثارة، وفي الواقع بعدها ينتهي موسم المشاهدة، وبانتهاء دور الثمانية ستقترب البطولة من النهاية، ودور الأربعة سيكون في الواقع معركة، والعبرة دائماً في الخاتمة، وبانتظار أطراف النهائي ولا شك أن الفائز سيكون هو المنتخب الاستثنائي.

وأيضاً في الإمارات انتهى موسم بطولات رمضان وأهمها بطولة قدرات بلا حدود، هذا الشعار استثنائي وكله إبداع وابتكار وكله تحد وتحفيز وكله مستقبل وخيال، وبالرغم من أن الموسم انتهى إلا أن هذا المسمى يسير في عكس اتجاه التيار ولا نهاية ولا سدود، فقط قدرات بلا حدود.

وأيضاً موسم الانتخابات للاتحادات الرياضية المحلية قد انتهى أو يوشك أن ينتهي، ومع نهاية الدورات السابقة تبدأ دورات جديدة، وهذه الانتخابات وكذلك الاتحادات تحتاج كلها إلى عدة مقالات، وإن كانت تبدو المؤشرات مع البدايات دون الآمال والتوقعات.

ونختم بما اعتبره النهاية المبكرة لموسم اتحاد كرة القدم، وهذا أيضاً يحتاج إلى حديث مستقل بعد أن أطلق علي بوجسيم صافرته مع توجيه شديد اللهجة للاتحاد وبطاقة صفراء للجنة الحكام، ولنا عودة ونأمل ألا نحتاج فيه إلى وقت إضافي أو ركلات جزاء.