بعد مقال رسالة الوصل وصلتني رسائل عديدة، أهمها هذه الرسالة، رسالة من سكان الوصل الأصليين، وكنت أعتقد أنهم من المندثرين، هم استثناء، هم أساطير ليس لهم منافس ولا مثيل ولا حليف في العصر الحديث، لا تملك إلا أن تقف لهم احتراماً وتقديراً وإعجاباً، ولهذا أدعوك لأن تقرأ معي ما ورد في رسالتهم وكلها ورود وموارد، جميلة وقوية، تم تنسيقها وتنظيمها وصياغتها لترسم لنا دليلاً وميثاقاً للعمل الاستراتيجي الاحترافي النظيف.

اقرأ معي، اقرأ معي الإرث التاريخي، اقرأ معي الرؤية المستقبلية، اقرأ معي القيادة الاستراتيجية، اقرأ معي الكفاءة الإدارية اقرأ معي الروح الوصلاوية، اقرأ معي الرسالة الذهبية، اقرأ معي كلام الإمبراطور، اقرأ معي ما بين الأقواس واقرأ معي ما بين السطور، وستقرأ ما في الصدور كما ستقرأ طريق العبور، وإليكم الرسالة باختصار:

السادة رئيس وأعضاء مجلس الإدارة، الموضوع: تعزيز القدرات الإدارية من ع ن س التاريخ 4 مايو ( 1986)

- شكراً لكم على جهودكم التي أثمرت عن نتائج (لا نقبل فيها إلا بالمركز الأول)، وحيث إن إيماننا بأن (المركز الثاني يساوي المركز الأخير)، وهو ما قامت عليه (مبادئنا وأعرافنا).

- علماً بأن تجربة الوصل الرائدة أصبحت مستنسخة وهي المتمثلة في الاهتمام (بالمدارس) والمراحل السنية والأنظمة الإدارية.

- ولهذا لا بد من (مضاعفة الجهد واجتياز حالة الاسترخاء) الحالية، وتطوير استراتيجية جديدة من خلال (العمل الدؤوب والإبتكار والتجديد ) ويكون ذلك (عنواناً جديداً) لمواصلة المنافسة والصدارة، (ونكون في المقدمة) وعلى بصيرة وبثقة.

- ولذلك نقترح عليكم مناقشة إحداث (نقلة نوعية في التنظيم الإداري للنادي)، (ودعوة المؤسسين ورجال الأعمال والقيادات المثقفة) للتشاور والمشاركة، وتشكيل جهاز أعلى للنادي (وتطعيم المجلس الحالي ببعض العناصر الشابة والمؤهلة)، وفي تقديرنا أن هذا التصور سيساعد على رسم المرحلة القادمة وسيساهم في مواصلة الطفرة وتجددها تلقائياً وذاتياً.

هنا انتهت الرسالة، وهي في الواقع لا تحتاج إلى تعقيب أكثر مما ذكرته في المقدمة مع الإشارة إلى بعض المعاني والمغازي المستوحاة من بعض المصطلحات التي وردت فيها، مصطلحات تبدو حديثة للكثير منا، بينما وهي كانت عادية في أروقة نادي الوصل، مثل (المركز الأول والقمة، التأهيل والتدريب، التنظيم والتقييم، الابتكار والإبداع، التمكين والصف الثاني، التحفيز وعصف الأفكار وغيرها كثير)، انتهت الرسالة وكأنها كانت من كوكب آخر وهي تقرأ المستقبل، والسؤال، هل يصل الوصل ؟ وإذا وصل هل سيظل أم سيضل ؟ الوصل ذهب وهو الأصل، وسيعود والبركة في الأجيال الحالية وفي مجتمع الوصل وفي الجميع.