بمهنية إعلامية بالمعلومة والأرقام وضعت «البيان» الشارع الإماراتي الرياضي بوجه الحقيقة المؤلمة بعد أن نشرت «الأربعاء» 28 سبتمبر تحقيقاً أعده الزميل علي شدهان تحت عنوان ( قبل فوات الأوان.. وماذا بعد 7 و11؟؟)

الأمر لا يبدو طبيعياً لمستقبل واعد لكرة القدم ليس بالإمارات بل بالكرة الخليجية التي تعتمد على الصرف الباذخ والعشوائي لجلب لاعبين أجانب دون وعي وإدراك لخطورة الوضع الفني للمنتخب أو الأندية حينما تفتقد خدماتهم!

في السعودية مثلا يلعب نايف هزازي أساسياً بالمنتخب رغم انه لا يشارك أساسياً بناديه الذي يفضل عليه الأجنبي نظراً لانخفاض مستواه والنتيجة أنه لعب مباراتين بالتصفيات المؤهلة لكأس العالم أمام منتخبين عاديين (تايلاند والعراق) ولم يستطع التسجيل!

حالياً يستعين الهولندي مارفيك بالمهاجم ناصر الشمراني وهو أيضا الاحتياطي بناديه نظراً لأن مدربي الهلال في الآونة الأخيرة لا يضعونه أساسياً لانخفاض مستواه عن السابق والأجنبي هو الأساس الثابت!

التحقيق الصحفي ركز على أخطر نقطة وهي الغياب الخطير للاعب الإماراتي وسط سطوة للاعبين أجانب يستلمون الملايين دون مردود حقيقي يعكس قيمتهم السوقية، وهو مادعا الخبير خليفة سليمان لوصف ما يحصل من تعاقدات أجنبية بكونه أشبه بالبازار الكروي!

لم يرفع راية الإمارات سوى أبطالها المحليين سواء بالفرق أو المنتخبات وكذلك الحال بالسعودية والكويت وقطر، ومنذ أن وطأت الأقدام الأجنبية «المشوهة» مياديننا بالخليج ونحن نسجل انتهاكاً خطيراً للقراءة المستقبلية لتوليد النجوم وندفع الثمن عبر ضياع المال والجهد دون أي نتائج!

الذي يردد أن الأندية الأوروبية تستعين بالمحترفين من كل الدول بكثرة لا يدرك أن في أوروبا الأندية تجارية ربحية تعمل كعارض بضائع لتسويقها، وبالتالي تعمل كل شيء لتحقيق الربح، فيما لدينا البضائع الكاسدة دون أي مردود سوى الهدر المالي المستمر ونزيد عليه اختفاء اللاعبين المحليين من المشهد!

نعم لوجود اللاعب الأجنبي المفيد والخبير والمتمكن لكن ما يحصل الآن هو تخبط حقيقي بالتعاقدات مشهود بالأرقام بدخول السماسرة كطرف متهم بالتلاعب، والاستغلال البشع، وتقديم الاستشارات المضللة للأندية، كما أن هناك أيضا منتفعين داخل الأندية يمارسون الوصاية بالقرار لأهداف شخصية بحتة، والأرقام والمستويات خير دليل فمن غير المعقول أن تكون أرقام التعاقدات الموسمية بهذا الحجم الهائل الذي يصل لحد الهوس!

لقد أطلقت «البيان» بمهنيتها صافرة الخطر وانتهى دورها ليبدأ دور أصحاب القرار لدراسة وقف «البازار السنوي» قبل أن نقتل فرحة «الانتعاش» للأبيض والأخضر آسيوياً!