نادى بعض الإعلاميين الذين يحترمون مهنتهم قبل شهور طويلة، بوضع حد لما يحدث لمنتخب الإمارات الوطني لكرة القدم، وتعديل المسار قبل فوات الأوان، ولكن تم اتهام تلك المنابر بعدم الإيجابية، وعدم الإيمان بقدرات المدرب المواطن، وقائمة طويلة من الأمور التي ليس لها علاقة لا من قريب ولا بعيد بأداء المنتخب على أرضية الميدان.
فكل شخص ضليع بكرة القدم، كعلم، وليس مجرد هواية يعشقها ويعشق مشاهدتها، وعطفاً على المستوى الفني لمنتخب الإمارات، طالب بضرورة إعادة النظر لوقف النزيف، ولكن، ونقولها بكل صراحة وحيادية، كان لتصريحات العديد من الرموز الرياضية المهمة، فعل السحر أو المخدر، لما سيكون عليه الوضع، وكان لوجهة نظرها التي تحتمل الخطأ والصواب، ولم تجبر عليه أحد في الحقيقة أثر عكسي.
فلم يتجرأ اتحاد اللعبة في اتخاذ توجه مغاير، ولا نلومه على ذلك، فنحن مجتمع له أعراف غير مكتوبة، يحترمها الجميع، وتحكيم العقل والحفاظ على مكتسبات المنتخب هدف الجميع، وكل شخص يعمل بجد وإخلاص، لا بد من أن يرتكب أخطاء، وهو أمر طبيعي، ولكن غير الطبيعي، هو الاستمرار في الخطأ.
ومن شاهد أداء المنتخب الإماراتي أمام أستراليا، فرح بالأداء المشرف للمنتخب في كثير من فترات المباراة، والمغاير تماماً للمباريات السابقة في التصفيات، ولكن الهفوات الفنية التي كانت تظهر في كل مباراة، وتدل عن خلل فني واضح يعود للجهاز الفني، تكررت، من ضعف، بل غياب للرقابة الفردية والجماعية في الكرات الثابتة، وعدم وجود كثافة وتفوق عددي في هجمات المنتخب المرتدة على مرمى المنافسين، ناهيك عن الزج بلاعب لم يكتمل شفاؤه، أو الجانب النفسي منه على أقل تقدير، مع أنه كان من الواضح يتحرك بصعوبة وعدم راحة بسبب الإصابة، أو إيمانه داخلياً بأنه لا يزال يعاني من الإصابة!
خرج المنتخب، وإن كان حسابياً له أمل في الظفر بإحدى بطاقات الملحق للصعود لكأس العالم، ومن يعلم، لربما حدثت المعجزة، فالمنتخب يملك عناصر لا تقل عن أي فريق آسيوي من الناحية الفردية، ولا نتحدث عن منظومة اللاعب المحترف بالطبع، وعقلية وأسلوب حياة الاحتراف، ونوعية الاحتكاك والخبرات المكتسبة.
وفي الجانب الآخر، كيف نلوم المدرب أو الاتحاد، ولا نلوم غياب الاستراتيجية الواضحة لكرة القدم الإماراتية، ولا نلوم المجالس الرياضية ومخرجاتها؟.
المنتخب أخفق كمنظومة، ولإصلاح الوضع لمستقبل أفضل للكرة الإماراتية، يجب تحديد بوصلة الكرة الإماراتية، وتحديد المخرجات، وتحديد الصلاحيات الحقيقة، وليست التي على الورق.