الشمس تعود لتضيء ليل دوري الإمارات المظلم، ففوز الوصل على الوحدة، لم يكن مجرد فوز عادي في مباراة لا تعتبر مقياساً حقيقياً للمحصلة النهائية لدورينا، وخاصة في ظل وجود فرق كبيرة، تملك الإمكانات التي تتفوق بها على الوصل ميدانياً، ولكن الجميل دائماً، هو كلما يعود الوصل للانتصارات، يكون ذلك بمثابة «عودة الروح» لدورينا، وكلما يعود الوصل ويقدم مستويات مميزة وينافس على القمة، تنتعش الملاعب وتعود الإثارة للمدرجات، وحتى على مسرح التواصل الاجتماعي.
الوحدة كان الأفضل، وأثبتت المباراة أنه الرقم الصعب ، تفوق تكتيكياً على الوصل، وظُلم تحكيماً، إلا أن الوصل «حالة استثنائية» في دورينا، شاء من شاء، وأبى من أبى.
ولفك شفرة حضور جماهير الوصل المكثف، وحبها الذي يضرب به الأمثال، نؤكد أننا لا نتحدث عن فريق ينافس على الدوري كل موسم، ويحقق بطولة كل سنتين أو حتى 10 سنوات، ومع ذلك، فالجماهير في تزايد غريب، وولاء مطلق لشعار الفهود ، وتجد الأطفال الذين لم يولدوا عندما حقق الوصل آخر بطولة دوري، حاضرين يبكون حزناً وينتعشون فرحاً، تفاعلاً مع معشوقهم الوصلاي، ومهما حضرت باقي الجماهير من أندية أخرى، ونافست جماهير الوصل في الحضور، فما يميز جماهير الوصل، ونضع ألف خط أحمر تحت تلك الحقيقة، أنه الفريق الكبير الوحيد الذي لا يقوم باستئجار مشجعين.
ونشيد هنا بدور إدارة الوصل في إعداد الفريق، وإن كانت الاختيارات الفنية ينقصها دعم الدفاع ، واستقدام أجنبي رابع، يكون علامة فارقة ، وسنترك الحكم للجماهير حول إن كان الأسترالي أنتوني كاسيرس، يلبي الطموح، فرغم تميزه الفني بدون كرة والنضج التكتيكي، ولكن لا سرعته ولا لياقته ولا مواجهاته الفردية ولا تمريراته الحاسمة، تسعفه في إعطاء الإضافة المرجوة.
وهناك موضوع محوري لا بد من تناوله بشفافية، وأنا أدعي أنه من أسباب تراجع الرياضة في الدولة، وهي «الشخصنة»، وتغليب حب مسؤول لنادي وكرهه التاريخي لنادٍ آخر، في رفع التوصيات للمستوى الأعلى لاختيار المشاريع التنموية الكروية الخاصة بالأندية، كبناء أو إجراء تعديلات جوهرية على استاد معين، والتعذر بأمور مثل الاستثمار والتخطيط العمراني، وغيرها من الأمور التي لا علاقة لها في تحسين السعة الاستيعابية لملعب وتحديثه، ولا نتحدث عن بناء جديد لخدمة القاعدة الجماهيرية الأكثر تأثيراً.. و«الشمس لا تغطى بغربال».