بعد مرور جولتين، لم يظهر جديد من ممثلي الكرة الإماراتية في دوري أبطال آسيا، وإن كان العين والجزيرة هما الأفضل، عطفاً على الأداء والنتائج، بالرغم من تواضعهما، بالمقارنة مع إمكانات الأندية الإماراتية على الورق، والسمعة الطيبة التي وصلت لها كرة الإمارات، والتصنيف الآسيوي للدوري الإماراتي، والذي لم يترجم كتفوق في الأداء والنتيجة على المستطيل الأخضر.

وإذا تحدثنا عن فريق العين، وهو النادي الأفضل محلياً، والأكثر إمكانات فنية، ويملك نوعية لاعبين تستطيع المنافسة قارياً، ولديهم الثقة في الملعب، ولكن العلة من الواضح فنية إدارية، والاعتماد على أسلوب الكرة العربية في السبعينيات، والنجم المعلم الذي يجب أن تمر كل كرة من خلاله، مع أن العين كفريق بدون النجم الكبير عموري، يؤدي أفضل بكثير كمجموعة، ويتألق اللاعب المصري الشحات وبقية اللاعبين في غياب عموري، الذي يتغير في وجوده أسلوب لعب الفريق وتمركز اللاعبين، وهو أسلوب عقيم، وأرى أن وقت تحقيق حلم عموري للعب للهلال السعودي قد حان موعده.

أما بخصوص نادي الوحدة، فهو يؤدي كرة متوسطة، مع غياب الثقة بالنفس، وتشتت المدرب في تركيزه على البطولات المختلفة، مع ضحالة العمق الوحداوي في دكة الاحتياط، من حيث تشابه أدوار اللاعبين، وهو من بدأ موسمه مبكراً، بالمشاركة في بطولة الأندية العربية في شهر أغسطس من السنة الماضية، وقد يدفع ثمن تلك المشاركة بدنياً، مع مرور الوقت واقتراب نهاية الموسم.

وبخصوص العنكبوت الجزراوي، فهو يلعب بدون ضغوط، وفريق يملك ثقة المباريات الكبيرة، جراء مشاركته في كأس العالم للأندية، ولديه لاعبون شبان، لديهم وعي تكتيكي جيد في أرضية المعلب، ويلعب بأسلوب أوروبي منظم، وهو فريق سيكون له شأن على المستوى المحلي في المواسم القادمة، وآسيوياً، يلعب وفق إمكاناته، ويشعرك بأنه قادر على مجاراة فريق مجموعته، بصورة تنافسية تحسب له.

أما الوصل، فما يحدث له أمر مؤسف ومحزن في نفس الوقت، وظهوره بهذه الصورة الباهتة، تلاعب بتاريخه كنادٍ كبير في الدولة، فهو الفريق الوحيد بين الفرق الربعة، الذي يجد لاعبوه صعوبة في بناء هجمة واحدة منظمة طوال المباراة، أو تناقل الكرة لأكثر من 6 نقلات صحيحة، وهو فريق لا حول ولا قوة له، لغياب نوعية اللاعبين المطلوبة لمثل هذه المنافسات القارية، وقد استهلك نجوم الفريق في كثرة المشاركات المحلية.

ومن عجائب الحوكمة المالية لإدارة الوصل، الإبقاء على الأسترالي كاسيس، وهو لاعب عادي بأدائه المتواضع، ولكن لم تستطيع الإدارة الوصلاوية تغييره، لربما لعدم اتهامها بسوء الإدارة للموارد المالية للنادي، متناسية أن التعاقد مع لاعبين مواطنين متوسطي المستوى، وعدم تعزيز خط دفاع الفريق بلاعب دفاع أجنبي سوبر، هو إهدار أكبر للمال، وسوء تخطيط غير مسبوق، فالبطولة الآسيوية تساوي سمعة وبناء العلامة التجارية على المستوى الآسيوي وكسب مادي كبير، وبالتالي، إدارة الوصل لم توفق في التخطيط المدروس للبطولة الآسيوية.