في منتصف شهر مايو من العام الماضي، أمر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بدمج ناديي الشباب ودبي مع «النادي الأهلي الرياضي» في كيان واحد يحمل اسم «شباب الأهلي - دبي» برئاسة سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، رئيس المجلس التنفيذي رئيس مجلس دبي الرياضي وذلك بهدف تعزيز المسيرة الرياضية، ودعم فرص الكرة الإماراتية التي يجب دعمها بفرق كبرى تحقق إنجازات تليق باسم الدولة في المحافل كافة، وضمن أكبر البطولات، مؤكداً سموه أنها خطوة لبناء فريق قادر على المنافسة قارياً وعالمياً، وترك صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم لسمو الشيخ حمدان بن محمد، مهمة اختيار أعضاء مجلس إدارة هذا الكيان بما يحقق هذه الأهداف.

ورغم حالة الترقب التي سيطرت على الكثيرين انتظاراً لهذا التشكيل، وما صاحبها من شائعات واجتهادات، إلا أن سمو ولي عهد دبي حرص على عدم التعجل في الاختيار، ورغم مشاغله العديدة إلا أن سموه وصل في النهاية إلى التشكيل المعلن والذي كان بحق مفاجأة لكل المراقبين، حيث لم يصل بخيال أي محب لهذا «الكيان الجديد»، أن يتولى أموره مجلس إدارة بهذه القوة، يضم أعضاء بهذا القدر سواء من حيث المكانة أو الفكر، والذي من المؤكد أنه ضاعف أحلام وطموحات كل أعضاء ومحبي هذا النادي الذي رغم حداثة تكوينه كمسمى جديد، إلا أنه عريق وتمتد جذور أعضائه وعشاقه في كل ربوع دبي والإمارات.

لقد وقع اختيار سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم،على خير ساعدين، سمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، رئيس اللجنة الأولمبية رئيساً لمجلس إدارة النادي، وسمو الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس نادي دبي الدولي للرياضات البحرية، نائباً للرئيس، وسموهما مشهود لهما بالخبرة والحكمة وكفاءة القيادة وحسن الإدارة، بطاقاتهما الإيجابية وأفكارهما الاستراتيجية، في جميع الأعمال التي توليا مسؤولياتها، ورأي سموهما سديد ورؤيتهما ثاقبة، ما يؤكد أننا على أعتاب مرحلة مختلفة في مسيرة النادي.

وعندما ننظر إلى أعضاء مجلس الإدارة، محمد القرقاوي، وخليفة سليمان، وسامي القمزي، واللواء محمد المري، وعبدالله البسطي، وهشام القاسم، وأحمد محمد بن حميدان، فإن كل اسم منهم يمثل شخصية قيادية رياضية، يسبقها تاريخ عريق مفعم بالنجاحات والإنجازات الرياضية التي يشار إليها بالبنان.. فكيف إذا تجمعوا في كيان واحد؟

لا أبالغ إن قلت إن أكثر المتفائلين ما كان ليتوقع أن يتم تشكيل إدارة «شباب الأهلي - دبي» بهذه «الكتيبة المدججة بكل أنواع الأسلحة»، ولكنها ليست كتيبة عسكرية، وإنما كتيبة من العقول المفكرة النيرة، التي لا أشك في أنها سوف تحدث ثورة في مجال العمل الإداري، وتغييراً شاملاً في منظومة عمل النادي.

سمو رئيس النادي أعرب عن أمنياته لمجلس الإدارة الجديد بالتوفيق في ترجمة رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، لمستقبل النادي والإنجازات الرياضية المُنتظرة منه بعد أن قرر سموه دمج الأندية الثلاثة، وإن شاء الله هذا المجلس سيكون عند حسن الظن به، ولا أبالغ إن قلت إن المشهد يبدو لي كأنه تم تشكيل منتخب عالمي من أبرز النجوم الكبار في القيادة والإدارة للمشاركة به في بطولة إدارة الأندية.

ندعو الله أن يوفق مجلس إدارة نادي شباب الأهلي دبي وينجح في تحقيق كل الطموحات والآمال التي تنتظرها جماهير الأندية الثلاثة، التي نطالبها بالتماسك والترابط ومساندة الكيان الجديد، والوقوف خلفه وتشجيعه، ليصل إلى أعلى درجات التميز ليس لترسيخ المكتسبات والمحافظة على الإنجازات فحسب، وإنما أيضاً القدرة على إثبات الوجود قارياً وعالمياً.