مهمة شاقة وصعبة، تنتظر كل الذين يتحركون في إطار منتخب الكويت لكرة القدم، وعلى عاتقهم، ونتائج عملهم سيكون الحكم الأخير، وكلمة الفصل في عودة الأزرق الكويتي إلى ما كان عليه قبل قرار الإيقاف المجحف سيئ الذكر.
المهمة لن تستثني أحداً من إدارة الاتحاد أو اللاعبين أو المدرب، وجميعهم سيكونون أمام التحدي الأكبر في تاريخ هذا المنتخب.
وعلى أرض الواقع، ومنذ نهاية كأس الخليج الأخيرة، التي أقيمت بالكويت شهر ديسمبر الماضي، وحقق لقبها المنتخب العُماني الشقيق لثاني مرة بتاريخه الكروي، فقد لعب المنتخب ثماني مباريات تجريبية، خسر ستة منها، وفاز في اثنتين فقط، على منتخبي كل من فلسطين ولبنان.
وإذا كانت المباريات الودية هي محطات تجريبية فقط، فإن المدرب الكرواتي الجديد، دكتور جوزاك، يستحق أن يحصل على فرصته الكاملة لإنتاج توليفة من اللاعبين، تكون نواة للمشاركة في أولمبياد طوكيو 2020.
وإذا عدنا قليلاً لنلقي نظرة على ما سبق من مباريات ودية، فإن خسارة ست مباريات من ثماني، لا تعني اليأس، مثلما لا يعني الفوز بمباراتين أن نتفاءل، وإنما هي نتيجة ما فرضه الواقع، فهذا الذي نمتلكه حالياً من لاعبين، وهنا يأتي الدور المهم لاتحاد كرة القدم وجهازه الفني، بحيث يراعي الجميع، البحث واستكشاف لاعبين جدد من الشباب، وإعدادهم للمشاركات الخارجية.
أما إذا استمر الحال على ما هو عليه، واعتمد الجميع على الأسماء دون الموهبة، واستمرار التغني بالأسماء الرنانة لبعض اللاعبين، فإنها فكرة سيئة، وربما ستكون نقطة ضعف قاتلة في مثل ما نحن مقدمين على خوضه من منافسات كبرى ومفصلية، ننتظر جميعاً من الأزرق خلالها أن يستعيد هيبته السابقة، كمنتخب منافس ومرعب لمن يواجهه!
لذا، فموضوع التذمر والتشكي من قبل البعض حالياً، عندما يشاهدون الأزرق يخسر أو لم يقدم المستوى الذي يتوقعونه، يجب أن يقف عند حد صبرهم، حتى يخوض منتخبنا عدداً أكثر من المباريات مع منتخبات أكثر قوة وشراسة، من التي خاضها حتى الآن.
بالإضافة إلى ضرورة «تفهُّم» جماهيرنا ونقادنا، الفاهمين طبعاً، وليس غيرهم، أن الأزرق مر سابقاً بظروف صعبة للغاية، لم يمر بها أي منتخب بالعالم، نتيجة الإيقاف الذي استمر لمدة ثلاث سنوات، وبالتالي، فإن النظرة التشاؤمية يجب أن تنتهي بأسرع وقت.
من هنا، يجب على كل محبي وعاشقي المنتخب أن ينظروا لحال الأزرق، من باب الانتظار، وإعطاء الجهاز الفني المساحة الأكبر للعمل الجاد، لتكوين أزرق «جديد»، لا سيما أن المجال أمام المدرب الآن مفتوح للعمل دون ضغوطات أو مشاركات خارجية قريبة، قد تبعثر أوراقه في خلق ما يفكر به الدكتور جوزاك ومساعدوه!