تواصل المملكة العربية السعودية، تقديم أوراق اعتمادها جهة رياضية مفضلة، تستقطب وتنجح في تنظيم فعاليات غير عادية بمستوى احترافي، يدعم الإرث المستقبلي للرياضة بشكل عام، فقد شهدت الأسبوع الماضي، منافسات المرحلة الأولى من الموسم الخامس لسباقات (الفورمولا اي)، التي ينظمها الاتحاد الدولي لرياضة السيارات، بوصفها جزءاً من اتفاقية، تمتد لعشر سنوات مقبلة، في الوقت الذي تتطلع فيه دول عدة لاستضافة مثل هذه الرياضة المستقبلية، التي تعزز تطوير التقنيات الحديثة والطاقة المتجددة والمركبات الكهربائية، وهي تشكل حلماً طالما تمناه عشاق رياضة السيارات في المملكة، خاصة أن أبناءها يحملون شغفاً كبيراً لرياضة السيارات.

وما عزز القيمة الكبيرة لمثل هذه الاستضافة، الاهتمام الكبير على أعلى المستويات بحضور قيادي رفيع تقدمه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ولقاء سموه مع الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي، وهي إشارة واضحة للدعم الكبير الذي توليه القيادات الخليجية، لمثل هذه الأحداث الضخمة التي استقطبت الكثير من التغطية الإعلامية لوكالات الأخبار وأيضاً المتابعة الجماهيرية العالمية لهذا الحدث.

كل ذلك سيعود بشكل إيجابي حتماً على المملكة ورياضتها وأنشطتها الأخرى، ما دام هناك من يسعى لتطوير الطموح ودفعه إلى التقاط أقوى وأكبر الأحداث العالمية واختيار السعودية مسرحاً لها، ومضيفاً يقوم بكل الواجبات، ويستفيد من ذلك شبابه الذي لا يدخر جهداً في التطوير.

ولا ننسى حدثاً آخر مهماً، استضافته المملكة، وهو الدورة الدولية الودية لكرة القدم التي استحق البرازيل الفوز بلقبها، وشارك بها إلى جانبه منتخبات الأرجنتين والعراق بالإضافة إلى الأخضر مستضيف الدورة، ونحن في الكويت ما أحوجنا إلى مثل هذه الأنشطة التي تعزز من نشاطنا الرياضي سواء بمستواه الفني أو جانبه الآخر الذي يعيد لنا لياقتنا السابقة في أن نكون رقماً صعباً ومحوراً حاضراً في أقوى المنافسات.

خاصة بعد أن تعرضنا لكارثة الإيقاف التي أصابت مفاصل رياضتنا بشلل كاد أن يقضي عليها، لهذا نحن أحوج ما نكون إلى تلك اللياقة من خلال نشاط مضاعف يعيدنا إلى سابق عهدنا لاسيما وأن الرياضة الكويتية تشهد وجود كفاءات، ولكنها بحاجة إلى إعادة الثقة بأنفسها، بعدما حرمت في وقت سابق، من أداء دورها الحقيقي جراء إقصائها من قبل من كان يتحكم بزمام الأمور الرياضية في ذاك الوقت!

كذلك يجب على القيادة الرياضية الحالية بالكويت، المتمثلة بالدكتور حمود فليطح المدير العام للهيئة العامة للرياضة ونائبه الدكتور صقر الملا أن يكون لهم دور كبير في التعامل الحازم مع ممثلي دولتنا في مناصبهم الخارجية في الاتحادات القارية بضرورة تغيير منهجية عملهم في اتحاداتهم، وان لا يتكرر مثلما حدث مع معظم من كان منضماً إلى تلك الهيئات في وقت سابق عندما التزموا الصمت تجاه الظلم الكبير الذي وقع على الرياضة الكويتية، ولم يكن موقفهم إيجابياً، بل بالعكس فقد كان أكثرهم وسيلة ضغط لكي لا يتم رفع الإيقاف الرياضي!، وآخر الكلام: الكرة في ملعب الهيئة!