تشريف.. وأي تشريف للأندية الإماراتية والخليجية والعربية والآسيوية ما حققه نادي العين الإماراتي، وإعادة صحية لكتابة التاريخ الكروي منذ اليوم، وسيبقى هذا التشريف والصفحة الجديدة أمثولة وهدفاً للطموح سيتعب الكثيرين في محاولة الوصول إليه ويقض مضاجعهم أيضاً فهذه المعجزة والمستحيل الذي تمكن أبناء العين من قهره في مسيرة كأس العالم للأندية، سيبدو دائماً عقبة كبرى أمام كل لاعبي الخليج يتمنونها ويحلمون بالوصول إليها.

لقد توقع الكثيرون، أن هذا النادي سيكون على هامش البطولة في مقابل فرق تسبقه بأشواط تجربة وخبرة، لكن البطل العيناوي والفخر العربي لم يسمح لهذه التوقعات السلبية بالمرور فنقل نفسه إلى قلوب الجميع خليجياً وعربياً وآسيوياً ولم يبق العين إماراتياً فقط.

لن نتحدث عن نتيجة النهائي، لكننا نفخر بأن فريقنا الإماراتي واجه ريال مدريد بقضه وقضيضه ونجومه وتاريخه وانتصاراته وبطولاته وجماهيره التي تتعدى الملايين ووضع بصمته على أعلى قمة كروية في العالم، بمواجهة وندية ووصل إلى مرمى الخصم وسجل هدفه الذي يساوي آلاف الأهداف، بل ملايينها فملأنا فخراً ونشوة وأكد لنا أن المستحيل لا وجود له إلا في قلوب الضعفاء المتخاذلين قصار النظر العاجزين عن خطوة التقدم، وأن الطموح وحده هو ما يحطم الحواجز مهما كانت ويصل بأصحاب الهمم إلى القمم.

كان عرساً كروياً وميلاداً جديداً تمكن العين من وضعه أمام كل لاعبي الخليج وقارة آسيا ليكون لهم درساً وعبرة ومثالاً يحتذى به، وما أجمل هذا الدرس وما أعذبه. شكراً للعين الذي احتل قلوبنا، شكراً لهذا النادي الذي اجتاح عواطفنا، شكراً لكل اللاعبين شكراً لا يوازي ما قدموه لكنه أقل ما نقدمه.

ويبقى الفكر الإداري الناجح درساً آخر فهذه الإدارة العيناوية، سجلت في تاريخها ما لم يسبقها إليه أحد ووصلت إلى أقصى حدود الطموح وقهر المستحيل واقتحام الصعب وتذليله، وهذا هو الأنموذج الذي نحتاجه في كل أندية الخليج فليتعلموا الدرس وليحفظوه جيداً.

مهما تحدثنا وكتبنا فلن نوفي هذا النادي العريق حقه الذي اكتسبه بعد أن قدم ما عجز عنه الآخرون، فيكفيه فخراً أنه قارع أعرق الأندية وأسعد ملايين العرب والمسلمين بهذا المستوى اللافت، فهنيئاً لنا جميعاً هذه الكوكبة الرائعة التي جعلتنا نشعر بأن هناك أشخاصاً يعملون بجد واجتهاد من أجل بلدهم.

آخر الكلام:

نادي العين الإماراتي خلص فيك الكلام!