لنكن واقعيين لما قدمه المنتخب الإماراتي الشقيق خلال مباراتيه في كأس آسيا الحالية، حيث أوجدنا له العذر في لقائه الأول أمام شقيقه البحريني، والذي انتهى بهدف لكل منهما كونها المباراة الافتتاحية، والتي عادة لا تعكس المستوى الحقيقي خاصة للبلد المنظم اتباعاً للعرف الذي عرفناه في البطولات الكبرى، ولكن في مباراته الثانية أمام الهند ورغم فوزه بهدفين، إلا أنه ليس بذاك الفريق الشرس الذي عرفناه سابقاً، حيث ما زال يعاني من وجود خلل ما يتحمله المدرب الإيطالي زاكيروني، صاحب السيرة الذاتية القوية، والتي لم تشفع له حتى الآن في تقديم أداء يتناسب مع إمكانيات لاعبي الأبيض !!.

هذا الأداء للمنتخب الشرس الذي عهدناه، أعادنا إلى الوراء عاماً كاملاً، لنتذكر التصريح الذي أطلقه نائب رئيس الاتحاد الإماراتي (المستقيل) سعيد الطنيجي، خلال منافسات دورة الخليج الأخيرة التي استضافتها الكويت، حيث اعترض على استمرار المدرب الإيطالي زاكيروني، وأكد أنه رغم سجله الحافل وخبرته الواسعة إلا انه لم يصل إلى توليفة في الأداء تناسب إمكانات لاعبي الإمارات، وقد تعرض الطنيجي إلى حملة من الاعتراضات آنذاك، لكن الأيام أثبتت بعد عام كامل أنه كان ينظر بالعين الثاقبة، وقد تمكن من معرفة موطن الخلل في أداء الأبيض، وقد وضع أصبعه على الجرح، وفي لقاء الهند ورغم فوزه إلا أنه لا يزال بحاجه إلى تغيير طريقة لعبه، وذلك بسبب عدم استطاعة زاكيروني توظيف اللاعبين بالشكل المناسب مما أظهر الأداء عادياً، لم يتوقعه أحد من منتخب يفترض أنه أحد المنافسين في البطولة !.

قد تخرج علينا بعض الأصوات التي تخالف رأيي هذا، بحجة أن المنتخب الإماراتي حقق الهدف وتمكن من الفوز حيث يعتبرونه هو الأهم من «وجهة نظرهم»، إلا أنني أذكرهم بأن مجموعة الأبيض تعتبر هي الأضعف بين مجموعات البطولة، بحكم «تاريخها الكروي»، ولو استمر بنفس أدائه خلال المرحلة المقبلة في حال تأهله، ولعب مع منتخب أقوى منه فسيعاني كثيراً للوصول إلى هدفه المنشود !.

والسعداء بفوزه على المنتخب الهندي دون النظر إلى الأداء المنتظر منه، قد تنقلب سعادتهم إلى حزن في حال خسارته وخروجه من البطولة مبكراً، لا سيما وأن البطولة تشهد وجود منتخبات ثقيلة فنياً !