وصل الإعلام الرياضي، بغض النظر عن سلبياته وإيجابياته، إلى مرحلة أصبح خلالها جزءاً لا يتجزأ من أي لعبة رياضية وعنصراً له دور فعال فيها، فلم يعد بإمكانه الاستغناء عنها ولا هي بإمكانها الاستغناء عنه، ونقصد هنا كرة القدم بالذات.
ويعلم الجميع تأثير الإعلام على اللاعبين من حيث القيمة أو المستوى أو المرحلة الفنية، وأيضاً دوره في تحويل أضعف البطولات إلى حدث مهم والعكس صحيح بتحويل أقواها إلى لا شيء.
ما يعنينا اليوم هو بطولة أمم آسيا الحالية التي تستضيفها الإمارات بنجاح تنظيمي كبير، إلا أنها عانت من عدم وجود تغطية إعلامية تساوي حجم البطولة التي تجمع معظم المنتخبات في قارة آسيا، والتي استعد لها الأشقاء في الإمارات جيداً وبذلوا أقصى الجهود من أجل نجاحها، نعم لم يقم الإعلام بدوره وشابه قصور مزمن عانى منه منذ فترة ليست قصيرة، فقد شهد الوطن العربي تطورات مذهلة في فضائه الإعلامي فبرزت قنوات فضائية خاصة ومتخصصة في المجال الرياضي، مما كان له الأثر الكبير على اقتناء حقوق الأحداث الرياضية الكبرى مثل هذه البطولة، والتي تحدد مطالب مالية تعجيزية ربما تتجاوز مستوى دخل الفرد العادي في عدة بلدان عربية من أجل اقتناء جهازها.
ولمواجهة مثل هذا الاحتكار الذي يقتل مبادئ الروح الرياضية، ويعود بشكل سلبي على إعطاء كل بطولة حقها من التغطية الإعلامية، يجب أن تكون هناك وقفة صارمة ضد تلك القنوات الإعلامية لتحديد مهمتها أولاً، ووضع أسس خاصة وخطوط حمراء لا يمكنها تجاوزها وفرض عقوبات رادعة وسن تشريعات جماعية، تكفل حق المواطن العربي في متابعة الأحداث الرياضية الكبرى أسوة بالقرارات الأوروبية التي نصت على
أن كل عضو داخل الاتحاد الأوروبي بإمكانه اتخاذ تدابير وإجراءات، وفقاً لقانون يضمن عدم احتكار أي قناة أو هيئة تلفزيونية للأحداث الرياضية، باعتماد سياسة التشفير من خلال تحديد قائمة سنوية للأحداث الرياضية التي تعدها أحداثاً ذات أهمية بالغة للمجتمع!
آخر الكلام:
كل التوفيق للمنتخبات العربية التي تأهلت إلى الدور الثاني من البطولة.