حقق منتخب الإمارات فوزاً صعباً على منتخب قرغيزستان، فقد كان الأخير منتخباً شرساً لم ييأس لآخر رمق، وأنا أتوقع لهذا المنتخب مستقبلاً باهراً. مباراة الإمارات أعتبرها مباراة عبور مهمة من عدة نواحٍ، أهمها إثبات وجود في البطولة، لا سيما ونحن الدولة المستضيفة، وثانياً إسكات الأصوات التي راهنت على خروج منتخبنا في أول مواجهة في الأدوار الإقصائية.
نعلم أن منتخب الإمارات لم يقدّم المستوى المطلوب، ولم يُقنع محبيه، ولم يهضم الجمهور بعد تكتيك زاكيروني الغامض، ولكن العبرة في الخواتيم، وما دام المنتخب يحقق نتائج إيجابية بصرف النظر عن المستوى، فالمفروض أن نقف معه.
سيواجه منتخب الإمارات في المباراة المقبلة منتخب أستراليا حامل اللقب، وهذا المنتخب الوافد على آسيا هو منتخب كعبه عالٍ على منتخبات آسيا، وقد تقابلنا معه في نصف نهائي البطولة السابقة، وأقصانا وحطم حلمنا في داره، وبالتالي تُعتبر هذه مباراة ثأر وردّ اعتبار، لا سيما وهي في دارنا، ولعل الفوز عليهم هو العبور لتحقيق الحلم الآسيوي.
اختلفنا أو اتفقنا مع فكر زاكيروني، فهذا ليس وقت المحاسبة، فنحن اليوم في محطة مهمة من عمر البطولة، ولا مجال للجدل العقيم، خاصة أن منتخبنا لم يخسر أي مباراة، حتى لو علل البعض هذا الإنجاز بالحظ والتوفيق والعارضة والحارس المبدع، ولكن هذه كرة القدم، وهي لعبة تعتمد على خلق الفرص من أخطاء الخصم مع قليل من الحظ، وطبعاً لا نقلل من شأن لاعبينا، فهم حتماً يقدّرون الموقف، وسيلبّون نداء الوطن.
واجبنا اليوم التركيز على شحذ الهمم، والبعد عن الروح المتشائمة والسلبية، أو حتى النقد، إلى ما بعد نهاية المشوار، ففي هذا المقام أوجّه انتقاداً شديداً للبعض من محللي قنواتنا الرياضية على هجومهم على منتخبنا والمدرب واللاعبين، فهذا الانتقاد لا ينفع ولا يجدي في هذه المرحلة غير كسر الروح وبث السلبية والتشاؤم، فأدعو هؤلاء إلى التحلي بالروح الرياضية والوطنية قبل كل شيء، ومساندة منتخبنا بخيره وشره، حتى يتسنى لنا العبور الصعب الذي نعلم أنه محفوف بالتحديات التي تحتاج إلى الرجال من أهل العزم لتحقيق ذلك، فمن هذا المنبر أنصح إخواني من محللي قنواتنا الرياضية بتأجيل هجومهم اللاذع إلى ما بعد نهاية المشوار، وبعد ذلك لكل حادثة حديث.