«قالوا صفوا صفين قلنا حنا اثنين»، بمعنى أن الجود بما هو موجود، هذا هو حال الأخضر السعودي وليس أكثر، والمسألة ليست مباراة واحدة أو تجربة طارئة وتنتهي، بل أبعد من ذلك، ولنا أن نتساءل: هل هي مسألة إعداد أم قلة نجوم أم ماذا؟

التساؤل أمر مشروع طالما يأتي في مثل هذا الوقت الذي خرج به الأخضر خالي الوفاض من كأس آسيا على يد المنتخب الياباني.

وقد يأخذنا التساؤل إلى التخطيط وهو الأساس في بطولة قارية بهذا المستوى، إذ يجب أن يكون الإعداد بحجم وقيمة ملتقى مثل هذا، إلا أنه لم يكن بالمستوى المطلوب أبداً، خاصة حين افتقر المنتخب إلى لاعب بمركز رأس الحربة الصريح الذي يمتلك المهارات أمثال محمد السهلاوي، وربما شاركت قرارات المسؤولين في الاتحاد برفع عدد المحترفين إلى 8 في تقليل ظهور لاعبين يمتلكون مثل هذه المهارات.

وحتى أكون منصفاً في تحليل الحالة المتواضعة التي ظهر عليها الأخضر في هذه البطولة فإن الاتحاد السعودي يتحمّل جزءاً كبيراً من المسؤولية، لعدم مراعاة أهمية وقوة المنتخبات المشاركة، كما أن الفوز على كوريا الشمالية ولبنان قد منحهم أملاً منقوصاً بالتقدم أكثر في مسار البطولة.

هذه بعض التساؤلات وليست كلها، وإن كانت أكثر من ذلك، لكن المهم هو أن هناك قصةً حزينة انتهت بخروج الأخضر ولن يستفيد أحد من البكاء على «اللبن المسكوب»، لكن يجب ألا تتكرر.

الخسارة في كرة القدم أمر وارد، وهذا هو ما يجب أن يعيه المسؤولون في الاتحاد السعودي عندما تتم مناقشة أسباب الخروج، الذي أراه حزيناً لعشاق الأخضر الذين كان سقف طموحهم عالياً في البطولة.

وقد يكون هذا التفاؤل الكبير السبب المباشر لخروجه المؤلم، إلى أن جاءت الضربة الموجعة التي أزاحته من البطولة بعد أن كان مرشحاً قوياً للحصول على كأسها!

آخر الكلام:

أبارك للمنتخب الإماراتي الشقيق الفوز الصعب على نظيره منتخب قيرغيرستان، ولكن يجب عليه العمل أكثر كي يحقق ما تصبو إليه جماهيره.