حضور ملأ بهيبته وتواضعه قلوب الجماهير المشبعة بحب وتقدير هذا الرجل القائد، قبل أن يملأ قلوب لاعبي منتخب الإمارات عزيمة وقوة وإصراراً، وهو أيضاً درس ورسالة وطنية وأبوية في نفس الوقت.
ما نتحدث عنه هو الحضور غير المفاجئ لمثل هذه اللفتة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد العام للقوات المسلحة، لمباراة المنتخب الوطني أمام قيرغيزستان التي تمكن الأبيض الإماراتي من تحقيق الفوز الصعب في استاد مدينة زايد، خلال منافسات الدور الثاني من كأس الأمم التي تستضيفها الدولة.
وبغض النظر عن نتيجة مباراة الأمس أمام منتخب استراليا في دور الثمانية، فإن التشريف الذي استحقه المنتخب بحضور صاحب السمو ولي العهد رسالة وطنية عميقة المعنى، ودعم مؤكد بالوقوف خلف الشباب الرياضي الإماراتي وتحقيق عملي لأهمية الرياضة في حياة الشعوب، ليس ذلك فقط، بل للاطلاع عن كثب على العمل الإداري والرياضي الناجح الذي يحققه أبناء هذا الوطن، في استضافة مثل هذه البطولة التي تجمع نخبة آسيا على أرض دولة الإمارات التي يثبت أبناؤها يوماً بعد يوم قدرات هائلة في الإرادة والقيادة والاستعداد لخوض أكبر التحديات، ويأتي ذلك لثقتهم بأن من ورائهم قيادة حكيمة ومحفزة للقدرات تواصل دعم المسارات الصحيحة، وتساهم في تذليل كل صعب من أجل النجاح الذي يصبو إليه كل من يهمه نجاح هذه البطولة، لا سيما وأن النظرة الثاقبة المستقبلية لأي قيادة لها الدور الأول في الرقي والتطور لأي شعب، والوقوف ضمن الجمهور دليل على حب تلك القيادة التي تلمس حزنه وفرحه، والاستفادة من ذلك في الوصول إلى العقول والقلوب في آن واحد.
وما زالت مدرسة وتعاليم المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الأب الكبير للإمارات، تؤتي ثمارها من خلال أبنائه الذين حفظوا الدرس جيداً فحققوا المستحيل، وخفقت قلوب أهل الإمارات في صدر واحد.
أخر الكلام: التنظيم الرائع للبطولة الحالية علامة بارزة شهد لها الجميع.