أعترف شخصياً، بقسوتي على أداء المنتخب الإماراتي، خاصة في الدوري التمهيدي، عندما لم يقدم الأبيض العرض المتوقع منه، كفريق متكامل، وُفرت له جميع السبل، لأن يكون منتخباً شرساً، تهابه جميع المنتخبات المشاركة في النهائيات الآسيوية!

انتقادي له على مستواه الفني الذي قدمه، رغم أنه احتل المركز الأول في مجموعته المتواضعة فنياً، مقارنة بالمجموعات الأخرى، والتي ضمت منتخبات البحرين وتايلاند والهند، حيث توقع الكل أن سيفوز في جميع مبارياته في هذا الدور، ولكنه لم يحقق إلا فوزاً وحيداً وتعادلين، الأمر الذي جعله يحتل صدارة المجموعة، ومن ثم خاض مباراة عصيبة أمام نظيره قرغيزستان، وبعده لعب أجمل مباراة تكتيكية له في البطولة حتى الآن، في دور الثمانية، مع المنتخب الأسترالي، حامل لقب النسخة الماضية، واتضح جلياً خلالها، التفوق الفني، وكأن الأبيض يسير وفق خطوات ثابتة مع مدربه الإيطالي زاكيروني، الذي لم يسلم من الانتقادات بسبب طريقته، التي رأها الجميع بأنها دفاعية إلى حد ما، على عكس ما كان يخوض من نهج هجومي خلال الفترات السابقة، قبل قدوم المدرب الإيطالي له، وتحديداً قبل شهر أكتوبر من عام 2017، عندما تم التعاقد معه لقيادة المنتخب الإماراتي.

لذا، ورغم ذلك كله، أرى أن مباراته المقبلة في الدور قبل النهائي، غداً، سيكون وضعها مختلفاً تماماً عن كل المباريات الخمس التي خاضها في النهائيات حتى الآن، وذلك لعدة اعتبارات، كون أن الفوز بها سيصل خلالها إلى المباراة النهائية له، لثاني مرة في تاريخ البطولة، بعد أن تأهل عام 1996، حينما خسر كأس البطولة بركلات الجزاء الترجيحية أمام شقيقه السعودي، بالإضافة إلى أنها ستكون بمثابة التحدي ورد الجميل لكل محبيه وعشاقه، الذين لم يبخلوا في الوقوف معه في أحلك الظروف.

ولعل أهم ما سيميز الأبيض غداً، هو الحضور الجماهيري الكثيف، الذي سيملأ المدرجات لتحقيق آمالهم في الوصول إلى المباراة النهائية، لملاقاة الفائز من مباراة إيران واليابان.