الهدف الأول من المشاركة في البطولات والمناسبات الرياضية لأي منتخب أو فريق هو تحقيق أفضل نتيجة سواء في كرة القدم أو غيرها، وهناك أيضاً أهداف أخرى أساسية ربما لا يعيها الكثيرون من القائمين على إدارة تلك الألعاب، أو أنها لا تظهر إلا للعين الثاقبة الخبيرة.

وبما أننا في خضم كأس الأمم الآسيوية التي أفرزت الكثير من التجارب والدروس فقد لفت نظري كثيراً ما صرح به رئيس الاتحاد الياباني لكرة القدم الذي قال حرفيا: «لا أتحدث مع لاعبي المنتخب ولا أجتمع بهم ولا ألقي عليهم الخطب وبث الحماس الذي يخصّ الجهاز الفني والإداري، هذا ليس عملي أنا فقط أدير العمل الإداري للاتحاد والخطط الاستراتيجية».

وكأنه بهذه الكلمات يضع إصبعه على جرح عميق نعاني منه في أغلب المنتخبات العربية والخليجية خاصة، ولا يخفى على أحد التدخل والخلط بين العمل الفني والإداري الذي يؤدي غالباً إلى الفشل بسبب ضياع مبدأ التفويض والتزام كل شخص بمهمته وعمله.

وهذا التدخل يؤدي إلى مشاكل لا حصر لها تبدأ من ضياع هيبة المدرب أمام اللاعبين، حتى لو كان من أهم مدربي العالم، وتنتهي بفقدان خدمات نجوم ولاعبين وظلم آخرين على حساب المستوى وهيبة المنتخب والبلد الذي ينتمي إليه، وصولاً إلى الفرقة والاتهامات وإلقاء اللوم وبداية صراع يُنهي أجمل إنجازات ذلك المنتخب.

كرة القدم في اليابان تطورت كثيراً خلال السنوات الماضية وخلال 20 عاماً فقط أوصلوها إلى العالمية والمنافسة، وأصبحت صناعتها تدر 600 مليون دولار سنوياً، وها هو المنتخب الأزرق الياباني ينافس في قارة آسيا، وتمكن أول من أمس من تحقيق نتيجة كبيرة على نظيره الإيراني بجدارة واستحقاق، رغم أن الكثيرين كانوا يرشحون إيران للفوز بالكأس الآسيوية نظراً للمستوى الذي قدمه خلال الأدوار التمهيدية، أو خلال مباراتي دور الـ١٦ والثمانية، فإن اليابانيين الذين سبق لهم الفوز بالكأس 4 مرات شمروا عن سواعدهم وأظهروا مستواهم الحقيقي رغم الأداء غير المقنع في الدور التمهيدي، لكنه واصل تقدمه ونجاحه الذي برهنه أول من أمس.

فهل تحتاج كرتنا العربية بشكل عام إلى شخص يمتلك العقلية اليابانية لإدارة اتحاداتنا؟