يتعرض منتخبنا الوطني واتحاد كرة القدم لكل أشكال النقد القاسي، منذ الوداع الصادم لكأس آسيا، والحقيقة أن هذا النقد لم يكن إلا محبة في منتخبنا الوطني، فما يشغل بالنا إلا رقي وتطور مستوى المنتخب، وتعزيز مكانته بين المنتخبات الأخرى، والظهور بالمظهر المشرف الذي يجعل منه الأفضل، القادر على تحقيق النجاحات، واعتلاء منصات التتويج في كافة المنافسات.
من أجل ذلك، لا بد من التغيير والانتقال إلى وضع أفضل، بطموحات وصور مختلفة، وإحداث التغيير الإيجابي الذي يخدم الأهداف التي ينشدها الجميع، وهذا لا يمكن أن يحدث دون تقييم الأداء، بهدف التصحيح، وفقاً للمعطيات والمعلومات المبنية على الحقائق، والتعرف إلى الأسباب التي أدت إلى الموقف المحرج لمنتخبنا الوطني، خلال مشاركته في كأس آسيا، في محاولة لمعالجة الأخطاء وتصحيحها، وبلوغ التحديث والتطوير المنشود، والاستعداد الجيد للاستحقاقات القادمة.
لا بد أن نتعرف إلى قدراتنا، ونركز على نتائج الأعمال الإدارية والفنية، وتقييم الوضع الذي انتهى عليه منتخبنا الوطني، بمسؤولية مشتركة، يتحملها جميع من يهمهم أمر التطوير، وما تحتاجه المرحلة القادمة من تغيير، بفكر جديد يتماشى والمتطلبات من أجل التطوير. لهذا، من واجبنا جميعاً الالتفاف حول (المنتخب)، وتقديم كل أوجه الدعم له، ليعود بكل قوة وإمكانات عالية، من أجل استعادة بريقه المفقود.
نحن في حاجة ماسة للشخص المناسب في المكان المناسب، لديه القدرة على تحقيق الأهداف المرسومة.. يتولى القيادة الإدارية ورئاسة مجلس إدارة اتحاد الكرة بفكر استراتيجي، يستطيع من خلاله وضع الخطط، وتحديد وصياغة أهدافها، وإدارة تنفيذها، والآلية المناسبة لمتابعتها، وإنجاز المهام الملقاة على عاتقه وفريق العمل بفاعلية وكفاءة عالية، بغية الوصول للأهداف المراد تحقيقها.
نحن في حاجة إلى قيادة يتمتع صاحبها بالشخصية القوية والمؤثرة في الآخرين، لديه القدرة على مواجهة التحديات الآنية أو المستقبلية، لديه القدرة على اختيار فرق العمل المساعدة، ويملك مهارات التخطيط والتنظيم، وتحديد المشاكل وقياسها وتحليلها، ووضع الحلول المناسبة لها، من أجل تطوير العمل وتحسينه، للوصول إلى أعلى معدلات النجاح.
نحن في حاجة إلى رئيس اتحاد لديه إلمام ودراية وعلم وفكر ومقدرة قيادية يدير بها الاتحاد، يحدد نقاط القوة ونقاط التحسين بدقة فائقة، ويختار أفضل الطرق لتحقيق النجاحات، قادر على اتخاذ القرارات الصائبة في المواقف المعقدة، يبحث عن مواطن التطوير لنقل إدارة الاتحاد من دائرة الهواة إلى دائرة الاحتراف، وفق خطط ممنهجة واستراتيجية واضحة، يقدم ما هو أفضل لكسب ثقة المجتمع الرياضي، وفي حالة عدم قدرته على قيادة التغيير «يتنحى عن منصبه».