نوع من الانحراف الإعلامي دخل على العرب منذ فترة ليست بالقصيرة، هذا الانحراف لم يترك مجالاً إلا ودخل ونشر سمومه في السياسة والرياضة والثقافة... الخ.

إنه لمحزن مشاهدة بعض القنوات المتخصصة التي سيطرت على الساحة الرياضية واحتكرت كل البطولات وهي ترمي قاذوراتها على كل من يخالفها خبثاً منها في خلط السياسة بالدين في قناة رياضية لجذب الشباب وخطف عقولهم لملئه بالسموم الفكرية وقتل أحلامهم!

متى ستطلع إلى النور قناة رياضية عربية محترفة تخلصنا من هذا النمط الذي سيطر على الإعلام الرياضي وجلب لنا من كل واد أسوأ البشر وأحقدهم على الرياضة وعلى العرب!

المال ليس كل شيء وبالمال لا تستطيع أن تشتري كل شيء فإذا استطاع هذا الإعلام «الساقط» أن يشتري بعض الذمم الرخيصة فليس هذا معياراً لخلو الساحة من الشرفاء والمبدعين.

حان الوقت لكي نؤسس قناة رياضية عربية محترفة تجمع بين شباب العرب لا أن تفرقهم، ترسم الفرحة والأمل لا اليأس والإحباط، قناة لكل العرب وليس حكراً على تيار فكري أو نظام بطران!

حان الوقت لأن نتجاوز خلافاتنا ونوحد جهودنا ونستثمر في ما يفيد شبابنا ولا نجعلهم عرضة لتلقي القاذورات الفضائية من مرتزقة الإعلام!

الإعلام رسالة سامية إذا استغلها صاحب المال الشريف النبيل فنحن بخير ولكن إن وقعت في يد صاحب المال الخسيس فهنا نقول على الدنيا السلام.

يجب أن يتدخل المستثمرون النبلاء في هذه الأمة لاستئصال السرطان الإعلامي الذي ينخر الجسد العربي واستبداله بإعلام يبث الأمل ويصنع المستقبل ويرسم الابتسامة والتفاؤل بذلك ستتوحد الصفوف وسنحب بعضنا بعضاً وسنتعاون وسنكون أكثر تلاحماً، كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى... هدفنا وتفكيرنا واحد غير مشتتين ولا متناحرين بسبب هذا الإعلام الذي غذى العقول سماً وأعياها وأمراضها.

هناك دول عربية غنية وهناك مستثمرون عرب نبلاء ولا ينقصنا إلا التعاون للتخطيط لتأسيس إعلام شريف نطوي به صفحة هذا الإعلام العفن الذي أزكم الأنوف طويلاً!