في عام التسامح وفي دار زايد، احتضن الملعب الشهير «استاد هزاع بن زايد» اللقاء الختامي العربي على أغلى الكؤوس «كأس زايد للأندية الأبطال»، الذي جمع الهلال السعودي نادي القرن، وشقيقه النجم الساحلي القادم من تونس الخضراء، وبالتحديد من مدينة سوسة، جوهرة الساحل التونسي، هذه المدينة الجميلة التي أحمل لها الذكريات العطرة، والتي لا يمكن أن تمحوها السنون والأعوام التي مرت عليها، حيث ما زلت أتذكر جيداً عندما زرتها لاعباً ضمن صفوف منتخب جامعة الإمارات لكرة السلة في العام 1982، ولعبنا يومها مباراة ودية على الملعب الخارجي مع فريق النجم الساحلي القوي بنجومه أصحاب القامات الطويلة، ولا أنسى أننا كنا متقدمين عليهم بفارق 9 نقاط، ولَم يكتمل اللقاء بسبب هطول الأمطار الغزيرة، واحتسبت لنا النتيجة الإيجابية.
اترك الذكريات وأعود للحاضر وتلك الأمسية الاحتفالية التاريخية الرائعة، التي أقيمت في تحفة الملاعب العالمية «استاد هزاع بن زايد» في العين دار الزين، والتي ضمت من دون ترتيب ضفتي الوطن العربي.. النجم من الشطر العربي الأفريقي، والهلال من الشطر العربي الآسيوي.
حقيقة كان التنظيم رائعاً والنهائي قوياً، يليق بقيمة وحجم وأهمية البطولة وقيمة وقامة الاسم الذي يحمله كأسها، كأس زايد للأندية الأبطال، الكأس الذي حقق العودة القوية للبطولات العربية، وكان الحضور الجماهيري الكبير خير تتويج لهذه الأهمية.
حجم وقيمة طرفي المباراة النهائية كان له انعكاسه على الحضور الجماهيري الكبير سواء من جانب مشجعي النجم الساحلي أو مشجعي الهلال السعودي الذين حضروا وشجعوا وآزروا وساندوا الفريقين، وأضافوا للنهائي بهجة وروعة ورونقاً خاصاً، صحيح أنه توج في ختامه النجم الساحلي التونسي بطلاً للعرب ونال كأس زايد للأندية الأبطال، بفوزه على الهلال السعودي 2-1، ولكن في بطولة «كأس زايد» ليس هناك خاسر، فهذه الكأس الغالية هدفها جمع الأشقاء أبناء الوطن العربي الواحد في «دار زايد»، ولهذا إذا كان الهلال خسر مباراة لكنه كسب حبنا واحترامنا له كفريق قوي وعريق وممتع، وحرص نجومه وإدارته على الوصول لهذه المباراة، يمثل في حد ذاته انتصاراً له وللكرة السعودية ومشاعر الحب العربية.
نحن سعداء بهذه العودة القوية للبطولات العربية، ومن المؤكد أن الجائزة المالية الكبيرة التي تمنح للبطل ووصيفه سوف تلعب الدور المؤثر في ذلك، ناهيك عن شرف الفوز وحمل هذه الكأس الغالية المخصصة للبطل.. لا جدال في أن النهائي الحلم الذي تابعه جمهور الوطن العربي من مشرقه إلى مغربه سوف يدفع جميع الأندية العربية إلى إعادة النظر في شكل ومستوى مشاركتها في البطولة في السنوات المقبلة، بل وسوف تدفع العدد الأكبر منها للمنافسة من أجل أن تكون أحد المشاركين فيها الحالمين بالفوز بلقبها.. وأتمنى من فرق أنديتنا أن تفكر جلياً في مشاركتها المقبلة، وأن تضع الفوز بلقب وكأس البطولة ضمن أولوياتها، خاصة وأنه ليس من المعقول والمقبول أن يحمل كأس البطولة اسم «أبونا زايد»، طيب الله ثراه، ولا يوجد فريق من أبناء زايد ينال شرف الفوز به وحمله.