شباب الأهلي، الكيان الجديد، بألوان أطقم ملابسه التي اكتست باللونين الأحمر والأخضر وشعاره الجديد بعد الدمج، لم يكن مستوى أدائه مقنعاً للشارع الرياضي، خلال مشاركته في منافسات بطولات الموسم الماضي، وكانت نتائجه من دون مستوى الطموحات والتوقعات، وأعتقد الكثيرون بعد هذه النتائج أن الدمج لم يأتِ بجديد، والترابط والانسجام مفقود والمشاكل في تفاقم، وأن هناك عوامل كثيرة سواء كانت داخل الكيان أو خارجه أثرت بصورة سلبية وأدت إلى حالة عدم الاستقرار النفسي وانعدام الاتزان، ولم توفر الراحة النفسية للجماهير والجهاز الفني والإداري واللاعبين، ووقفت حجر عثرة في طريق تحقيق الطموحات والآمال والنجاحات والأهداف والمنافسة على البطولات.
ولكن هذا الموسم حدث العكس وظهر شباب الأهلي «غير»، وبدأ الدمج يجني ثماره، بالاستقرار الذي زاد قوة الانسجام والترابط داخل الكيان، انعكاساً لقوة الإرادة والعطاء والحب والرغبة الصادقة في تحمل المسؤولية، والتي أدت إلى التألق الفني لشباب الأهلي وحصوله على أغلى الكؤوس، كأس صاحب السمو رئيس الدولة لكرة القدم لموسم 2018 - 2019، إلى جانب فوزه بكأس المحترفين، ولا يزال مستمراً في مزاحمة المتصدر فريق الشارقة على بطولة دوري المحترفين، الشارقة الذي أكد هو الآخر نجاح فكرة الدمج، بقيادة مدربه الوطني عبدالعزيز العنبري، الذي لم يتعرض إلى أية خسارة في الدوري إلى الآن، رغم الظروف الصعبة التي واجهها في بعض المباريات، حيث الفارق بينهما تقلص إلى 6 نقاط والمتبقي من الدوري 3 جولات.
إن ما يحدث مع شباب الأهلي على وجه التحديد، يؤكد صواب فكرة الدمج، ويدعو للتفاؤل ويبشر بما هو أفضل للفريق في المرحلة القادمة، مع عودة نجم هجوم منتخبنا الوطني «Red card»، أحمد خليل، إلى سابق عهده في ممارسة هوايته بقوة في التهديف وهز الشباك، متألقاً مع زملائه نجوم شباب الأهلي، الذين كانوا على قدر تحمل المسؤولية، وأوفوا بالوعد الذي قطعوه على أنفسهم وكانوا عند حسن الظن بهم، وقدموا أداء قوياً وراقياً ومتطوراً، وإن مؤشر مستوى الأداء لديهم في ارتفاع يوماً بعد يوم، وإذا كان ما وصل إليه شباب الأهلي هذا الموسم يشكل 80% من تحقيق أهدافه، فالمطلوب منهم مضاعفة الجهد وتسخير كافة الإمكانيات والقدرات لبلوغ الأهداف بنسبة 100% في الموسم القادم.
إن الجهد الذي بُذل سواء من جانب مجلس إدارة نادي شباب الأهلي أو من جانب شركة كرة القدم كان كبيراً والنتائج التي تحققت خير دليل وتأكيد على ذلك، وما تحقق لهذا الكيان هذا الموسم يحتاج إلى مضاعفة الجهد في المرحلة المقبلة، ويتطلب كامل التعاون بين أضلاع المثلث «الإدارة والجهاز الفني واللاعبون»، تدعمهم وتساندهم الجماهير المحبة والوفية لهذا الكيان، من أجل مواصلة تحقيق الانتصارات والاستمرارية في التفوق والتميز، وهو الأمر الذي يحتم على الجميع التكاتف والتعاون والاستعداد التام بفكر احترافي ومنظومة إدارية متكاملة وفق خطط استراتيجية متطورة وسياسات واضحة ومحددة، لتحقيق الغايات، وحصد بطولات الموسم القادم ونيل الألقاب، والظهور المشرف والتواجد الفاعل بقوة الإرادة في قمة الأندية الآسيوية.