الخطط والاستراتيجيات المعدة للتطوير في أي شأن، ليست قرآنا منزلاً، وليست ملزمة، وخاصة إذا اتضح بالتجربة العملية، أنها لا تؤدي الغرض منها، كما خطط لها، وهنا وجب تغييرها أو تعديلها، والقفز نحو استراتيجية جديدة مدروسة، بشكل أفضل، وتؤدي الهدف الحقيقي وراء هذا التعديل، وأنا هنا أورد هذه المقدمة القصيرة، لكي أوصل الرسالة إلى الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، بضرورة تغيير النظام الحالي الخاص بمسابقة دوري أبطال آسيا، والذي أصبح واضحاً للجميع، عدم جدواه من الناحية الفنية، وخاصة لأندية غربي آسيا، التي حرمت من الاحتكاك مع أندية شرقي آسيا «القوية فنياً»، بسبب هذا النظام، وبالتالي أصبحت الأدوار التمهيدية، بمثابة دوري مصغر، بين فرق غربي آسيا، لا يتضح مستواها الحقيقي، إلا عند المباراة النهائية للمسابقة نفسها، حين يلتقي مع أحد أندية شرقي آسيا، التي تطبق الاحتراف الحقيقي لكرة القدم.
وفصل أندية شرقي آسيا عن غربيها، أصبح الآن أمراً ملحاً، متى ما أراد الاتحاد الآسيوي، تطوير هذه المسابقة، ووصولها إلى أفضل مراحلها، وخاصة أن جميع البطولات التي تخص الاتحاد الأوروبي والأفريقي والأمريكي الجنوبي، لا يوجد بها مثلما هو حاصل الآن في بطولتنا الآسيوية الحالية، التي فقدت بريقها بسبب هذا الفصل غير المنطقي على الإطلاق! وللعلم فقط، ولمن لا يعرف في ما يخص بمسابقة دوري أبطال آسيا الحالي، جاء باقتراح من الاتحاد السعودي لكرة القدم، ودخل حيز التنفيذ منذ عام 2013، ومع بداية تسلم الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة، مقاليد رئاسة الاتحاد الآسيوي، وافق المكتب التنفيذي، على الفصل بين مجموعات الأندية المشاركة شرقاً وغرباً، لغاية المباراة النهائية، وما زال، رغم تعالي بعض الأصوات الموسم الماضي، حول إعادة النظام القديم ودمج المجموعات مجدداً.
ويجب ألا يجد الاتحاد الآسيوي حرجاً، في إعادة النظام السابق، بالدمج بين المجموعات شرقاً وغرباً في قارة آسيا، خلال هذه المسابقة المهمة، وثقتنا بالشيخ سلمان بن إبراهيم وأعضاء الاتحاد كبيرة، في إعادة النظر وبسرعة!