في بداية الموسم تفاءلنا خيراً، وقلنا هذا هو الوصل الجديد الذي سيحقق النجاح، ولكن لم تمرّ إلا عدة جولات واتضح أن الجرح عميق لا تنفع معه المسكّنات!
الوصل نموذج حي للمشكلة التي تعانيها أنديتنا، فالمشكلة تخص نظام الاحتراف وتشريعاته، وأيضاً تخص المجالس الرياضية المحلية ورؤيتها، وأخيراً، وليس آخراً، تخص إدارات الأندية ومستوى خبراتها.
أصل المشكلة وجذورها في الرقابة والمحاسبة من المجالس الرياضية المحلية التي جعلت رئيس مجلس أي إدارة رياضية كأنه المتصرف المطلق، لربما ينجح فترة زمنية محدودة، ولكن حتماً سيسقط يوماً ما، فاستمرارية النجاح لها أدوات.
أنا لا أنتقص الأشخاص في الاستحقاق الذي بموجبه تولّوا المسؤوليات الرياضية، ولكن حان الوقت أن تفكر المجالس الرياضية المحلية بأساليب جديدة.
نظام الاحتراف يعني إدارة موارد مالية كبيرة، وبالتالي تحتاج هذه المنظومات إلى خبرات إدارية مالية ترسم سياسات مالية بطرق حديثة.
نظام الاحتراف يعني إدارة موارد بشرية بأسلوب حديث وكوادر أصحاب علم وخبرات ومهارات عالية ترضي الجميع.
نظام الاحتراف يتطلب وضع هيكل تنظيمي وهيكل وظيفي يلائم احتياجات الأندية الحديثة لتحقيق الأهداف بنجاح.
إن وضع الاستراتيجيات والرؤى ليس كلمات توضع في كتالوجات المجالس الرياضية المحلية، وإنما هي خطوات تنفيذية تطبق على الأرض وتحقق أهدافها!
ما يمر به الوصل هو سيناريو سيتكرر وسيصيب الجميع بالعدوى إذا لم نتحرك من أعلى الهرم إلى القاعدة لغربلة السياسات والأنظمة حتى لا يتكرر نموذج الوصل.
الحلول الوقتية ليست حلاً للوصل كتغيير مدرب أو تغيير لاعب، وإنما المسألة هي مسألة فكر إداري، إما أن يطورّ من ذاته، أو أن يُفرض التغيير من أعلى، ولكن بشرط ألا نكرّر أسلوب التعيين نفسه كاستبدال زيد بعبيد والفكر واحد!