ـــ إعلامنا الرياضي الخليجي على وجه الخصوص، وصل إلى مرحلة متقدمة، بغض النظر عن سلبياته وإيجابياته، وأصبح جزءاً لا يتجزأ من أي لعبة رياضية، وعنصراً فعالاً فيها، ولم يعد بالإمكان الاستغناء عن الإعلام، ولا الإعلام ذاته يستطيع أن يستغني عن كرة القدم على وجه التحديد!، ولكن هذا التقدم يحتاج إلى المزيد من العمل الجاد أكثر، حتى يصل إلى مراحل أفضل، نستطيع من خلالها أن نفتخر، كخليجيين، لما وصل إليه إعلامنا كسند وشريك، ومن الأمور التي تساعد على هذا التطور المنشود، هو إعطاء المجال أكثر لمزيد من الحريات لأصحاب الرأي، وعدم حجب آرائهم بحجة سياسة القناة أو الصحيفة، أو أي اعتبارات متعلقة بقرارات إدارات الوسائل الإعلامية، التي نجد معظمها حبيسة قرارات مُلّاكها، نظراً لمنهجية عملها، التي ترتكز على المدخول المالي، بغض النظر عن المضمون الفعلي للتطور الإعلامي المتوقع!

ـــ والطامة الكبرى، هي ما يحدث في بعض القنوات الحكومية، التي يفترض عليها أن تعامل الجميع وفق مسطرة واحدة، دون تفرقة، إلا أننا نجد العكس فيها، حيث نلاحظ وجود البعض يسيطر على معظم البرامج فيها، وبالتالي، تصبح تلك البرامج ضعيفة الأداء، و دون فائدة حقيقية، يستفيد منها المشاهد أو يثري معلوماته بما يرى!، وأعلم جيداً أن الخطأ وارد، ولا بد أن يكون هناك قصور كبير في أي عمل، سواء كان إعلامياً أو غيره من الأمور الحياتية الأخرى، ولكن المصيبة عندما يتحول المنبر الإعلامي التلفزيوني، إلى أداة بيد من هم ليسوا متخصصين بهذا الجهاز الخطير، وتأتي بعد ذلك النتائج السلبية المليئة بالتلوث الفكري، من خلال استقطاب عدد ممن يسمون أنفسهم محللين، وهم بالأساس دون أي تاريخ أو خبرة رياضية تساعدهم على الظهور بشكل مميز!

ـــ والإعلام، هو حرية ومسؤولية ورسالة هادفة لتصحيح الاعوجاج الموجود في محيطنا الميداني الذي نعيشه، ولكن للأسف، ما نشاهده ونتابعه أمر محزن ومخجل، بعد أن أصبحت مهنة الإعلام الرياضي لكل من هب ودب، وأصبح كل من يظهر على شاشة التلفاز، إعلامي، وهو لم يكتب خبراً ولا مقالاً، ولا أجرى أي حوار مع أي مسؤول في صحيفة ما!، وأصبح الآن الكل إعلامياً، سواء كان مذيعاً أو ناقداً أو محلل مباريات، أو حتى لاعباً سابقاً لا يعرف «الخبر من المبتدأ»!! غير مكترثين بعواقب خطورة هذا العمل، بعد أن ألغوا تصنفيهم، والتصقوا بكلمة إعلامي!!