من أبرز ملامح دورينا هذا الموسم الأداء المتميز الذي يقدمه فريق الجزيرة، الذي أصبح بعد مرور 16 جولة يتصدر كل الأرقام والإحصائيات الجماعية والفردية في اللعب الفعلي والاستحواذ والتمرير وصناعة الأهداف والتسجيل عبر هدافه علي مبخوت وأكثر من لمس الكرة عبر الدينمو عبدالله رمضان، وهذا بفضل الإجادة لفكر الكرة الشاملة واللامركزية والتحرك في الفراغات بكل سلاسة بعد استيعاب اللاعبين فكر الداهية الهولندي مارسيل كايزر.

كيف وصل فخر أبوظبي إلى كل هذا النضج الكروي؟ إذا أردنا البحث في هذا السؤال علينا أن نسترجع الذاكرة قليلاً، ومرحلة البناء في هذا الفريق، والتي بدأت بعد إحراز بطولة الدوري موسم 2017 والمشاركة التاريخية في كأس العالم للأندية بعد ذلك، فكان الاستثمار الحقيقي في أبناء أكاديمية النادي، والتي عملت بكل جهد طيلة السنوات في البحث والاستكشاف، وقدمت في النهاية هذه المجموعة الرائعة من اللاعبين المواطنين والمقيمين وأبناء المواطنات والمواليد، والمعلومات المتوفرة تُشير إلى أن فرق المراحل السنية تزخر بمجموعة كبيرة من المواهب ستشكل مستقبل الكرة في الإمارات، وهنا لابد من الإشادة بخطة العمل الاستراتيجي التي سارت عليها إدارة النادي العليا، والدعم المادي والمعنوي وتحمل الضغوطات الجماهيرية والإعلامية في الفترة السابقة، وهذا أحد أسرار النضج.

الاطلاع على التجربة العلمية والعملية في نادي الجزيرة ثم استنساخ العمل القائم هو ما نطالب به بقية الأندية في الدولة، خصوصاً تلك التي تهدر المال دون إنتاجية، فالتجربة الفريدة جاءت وفق الطموح والآمال، ولا أدل على ذلك من عدد اللاعبين المنتسبين للمنتخبات الوطنية من أبناء قلعة العنكبوت، ولا أظن أن الأخوة في نادي الجزيرة سيرفضون إخبار الآخرين على أهم محاور العمل الأكاديمي.

نقطة في الدائرة:

عناصر النجاح في كرة القدم الحديثة هي التخطيط الاستراتيجي الصحيح والكثير من العمل وتجنب «الشو» الإعلامي.