يحتل مفهوم القيادة، الصدارة في العلوم الإدارية والفنية المختلفة ولأهميته إذ قتل هذا المفهوم بحثاً ودراسة لدرجة إفراد علوم وتخصصات مختلفة له، لا لشيء سوى لكونه المحرك الأساسي والعامل الرئيسي لنجاح أية مؤسسة باختلاف مجالاتها وتخصصاتها، وتم اعتماد معيار القيادة على رأس المعايير التقييمية للمؤسسات في برنامج التميز الـ EFQM حول العالم وغيرها من البرامج.
ومؤسساتنا الرياضية ليست بمعزل عن كل تلك العلوم والنظريات، وهي تزخر بمجموعة من القيادات الرياضية التي نقف لها تقديراً واحتراماً، ولكن للأسف هناك من المسؤولين الرياضيين الذين لا يرتبطون بالعمل القيادي المنظم والدليل قيادة مؤسساتهم نحو المجهول.
والأسباب هنا كثيرة ولا يمكن حصرها في عمود أو مقال واحد، ولكن يأتي في مقدمتها سوء الاختيار والاعتماد على نظرية الانقضاض على كراسي (بعض) مؤسساتنا بـ «الباراشوت» من خلال علاقات شخصية وترشيحات بـ «الواتس اب» دون تطبيق أدنى معايير الاختيار السليم.
وتأتي قلة مهارات وإمكانات الشخص لتكمل مسيرة الفشل في قيادة المؤسسة الرياضية مع عدم إيمانهم بالمشاركة والحوار، وتفضيلهم لسياسة الاستحواذ على القرار المؤسسي بطريقة تدعو للاستغراب.
كما أن محاربة المتميزين وتهميشهم، لمجرد خوفهم غير المبرّر على مناصبهم، علّة، تضاف إلى مصائبهم، فكم خسرنا من كفاءات يشار لها بالبنان، بسبب خلافات طفولية.
قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، «يجب على المرء ألا يتطلع إلى الألقاب والمناصب، بل عليه أن يتطلع إلى الإنجازات».
أتمنى من جميع المسؤولين في رياضتنا الإماراتية التمعّن في هذه الكلمات إذا ما أردنا التقدم بطريقة عملية والابتعاد عن اختلاق المبررات التي لم ولن تكون يوماً حلاً لمشكلاتنا الرياضية، وليثقوا بأن القلم وحده لا يصنع منصباً أو فكراً، ولكن للأسف، هناك من ربط فكره الضيق، بماركة قلمه، فخسر المال وخسر الفكر وخسر المنصب والآخرين.كلي تفاؤل بأن هذا العام سيحمل معه التغيير الذي نتمناه جميعاً لمستقبل رياضتنا الإماراتية، وأنا لست مع تفضيل الشباب أو تفضيل أصحاب الخبرة، بل أنا مع من يحمل الكفاءة والمهارة ويغلّب المصلحة العامة على الخاصة، ومع من سيساهم في رسم مستقبل الإمارات للخمسين سنة المقبلة، فالتحديات كبيرة ولا مجال اليوم للمجاملات.
همسة:
«القائد الناجح هو الذي يستثمر أعمال من قبله، لا من ينسفها».