عندما نتذكر رياضة الإمارات في فترة الستينات وفترة قيام الدولة في السبعينات، نجد أن الفارق كبير جداً، فالرياضة في تلك الحقبة من الزمن كانت ترتكز على مبدأ العفوية والرغبة الذاتية والداخلية، وكان أداء الرياضة وقتها ممزوجاً بالحب، فكان التآلف والاحترام والتواضع بين كل الممارسين في أوج قمته.فعلى مستوى المدارس كان كل من المعهد الديني في دبي والعروبة في الشارقة، دائماً يتنافسان، وكانت كرة القدم والدراجات والجري من أبرز الرياضات وقتها، وكان لمدرس الرياضة شأن كبير لدى المدرسة والطالب والأهالي.

وكان نتاج تلك الفترة مشاركة طلابنا في دورتي «المدرسية الأولى» في بيروت 1974، والإسكندرية 1975، وكذلك مهرجان الشباب العربي في طرابلس، كل تلك البطولات خلقت أرضية قوية للرياضة، وتكونت الفرق الشعبية وزادت مشاركة الفرجان.

وبالتأكيد يتذكر جيل هذه الفترة مباريات الفرجان بعد المدرسة في منتصف النهار، وتواصلها حتى ما قبل المساء، ويتذكر فوز المعهد الديني بدوري سداسيات الكرة، ومن خلاله لمعت العديد من الأسماء، فكان بزوغ نجم أحمد عيسى وسالم بوشنين وحمدون الصغير ومحمد سهيل وغيرهم.

وفي ذلك الوقت أيضاً كانت الدراجات في بدايات لمعانها، وبدأت سباقات الطرق واختراق الضاحية بين المدارس والفرجان، حيث لمع نجم كل من سند جمعة وأحمد الكمالي ومحمد بن هندي ومحمد باهارون وغيرهم. وكان أهم اللقاءات الرياضية سباقات مدارس دبي للدراجات والتي شارك بها الطلبة بدراجاتهم العادية بدءاً من ديسمبر 1971.

أما ألعاب القوى فبدأت مسابقات المضمار والميدان عام 1971 بين المدارس، واحتضنت العروبة الثانوية نسختها الأولى، وكان أهم ثلاثة سباقات للطرق سباق رأس الخيمة المفتوح، والذي أقيمت نسخته الأولى 1970، حيث سلم المغفور له بإذن الله الشيخ صقر بن محمد القاسمي جوائزه للفائزين.

أما سباق أم القيوين لمسابقة 13 كيلومتراً، فقد دشن السباقات الطويلة، وأقيمت النسخة الأولى ديسمبر 1971، وفي العام نفسه كانت تجربة دبي ثرية، حيث أقيمت النسخة من المعهد الديني القديم، وانتهت أمام بلدية دبي.