عادة ما يتم نسب الإنجازات والانتصارات للمدربين أو اللاعبين ونادراً ما تحظى الاتحادات أو رؤسائها بالإشادة، ولكن هذا لا يعني عدم وجود أسماء إماراتية وعربية وعالمية تركت بصمة كبيرة، فمثلاً رئيس ريال مدريد فلورينتينو بيريز يحفظ اسمه الكثيرون بينما لا يحفظون اسم رئيس مانشستر يونايتد أو ليفربول أو آرسنال، لأن كاريزما الرجل - رغم أخطائه الكثيرة والكبيرة - لا يمكن نكرانها وهي مشابهة لما يتمتع به رئيس منافسه برشلونة خوان لابورتا.

وفي الكرة الإماراتية يبرز حالياً اسم الشيخ راشد بن حميد النعيمي رئيس اتحاد الإمارات لكرة القدم الذي ترك بصمته «الهادئة» على شكل المنتخب وأدائه وتحقيقه لتسع نقاط من ثلاث مباريات وهو أكثر مما حققه في كل مرحلة الذهاب من التصفيات، ليحتل المركز الثاني في المجموعة السابعة ويقترب من انتزاع الصدارة كبطل للمجموعة، وهو أثبت استحقاقه بذلك خصوصاً بعد الفوز الأصعب برأيي على تايلاند، الذي كنت وما زلت أراه من أقوى فرق شرق القارة، رغم الخسارة الكبيرة بالثلاثة بتوقيع ثلاثة لاعبين وهو أمر إيجابي جداً، بحيث لا تتركز قوة «الأبيض» في مبخوت وحده بل هناك مجموعة قادرة على التسجيل، فيما قام مبخوت بدور صانع اللعب في تلك المباراة، وممرر كرة جاء منها هدف، وإذا كان اللاعبون يؤدون الآن بشكل مختلف، فاعتقد لأن رئيس الاتحاد منحهم الثقة وجلس معهم وأعاد لهم مدربهم الذي لم يجد الشيخ راشد النعيمي حرجاً في إعادته رغم كل الانتقادات، لأنني كنت وما زلت أرى في مارفيك أحد أفضل المدربين الذين مروا على منطقتنا أمثال زاغالو وكارلوس البيرتو بيريرا وميتسو والآن هيرفيه رينارد، فأمثال هؤلاء المدربين طينة مختلفة نحتاجها بشدة واختلفت مع إقالته أو إبعاده، وبالوقت نفسه لم يكن على اتحاد الشيخ راشد النعيمي أن يُقيل الكولومبي خورخي بينتو الذي تولى قيادة منتخب الإمارات منذ يونيو العام الماضي، وأدار 3 مباريات ودية خسر في 2 منها وفاز في واحدة ولم يتسن له قيادة «الأبيض» في أية مباريات رسمية، ومع هذا أقاله الاتحاد وسط موجة من الانتقادات وكيف ولماذا تم التعاقد معه من الأساس.

ما يفعله الشيخ راشد بن حميد النعيمي واتحاده حتى من توفير فحص كورونا المجاني للجماهير والتواصل المباشر مع الإعلام وتنظيم المباريات والفعاليات الكروية بشكل عصري ومبسط ومبهر بآن واحد والرؤية الجديدة لكرة الإمارات كلها أمور تدفعنا لشكر رئيس اتحاد الإمارات لكرة القدم، الطموح والمجتهد والبعيد كل البعد عن الأنا والمركزية، وأتمنى فعلاً أن تتطور كرة الإمارات تحت قيادته حتى تصل إلى ما تطمح إليه وتستحقه.