بدأت تظهر على السطح خلال الفترة الماضية، وللأسف، ظاهرة غريبة تمارسها «بعض» المؤسسات الرياضية، تتمثل في استعراض العضلات من خلال الإعلان عن مشاريع مدوية ومبادرات عملاقة وغيرها من المصطلحات التي حفظناها عن ظهر قلب، وتقوم المؤسسة بحجز وتصميم القاعات بمبلغ وقدره، ودعوة الإعلاميين واستعطاف مشاهير مواقع التواصل الإعلامي للترويج لمشاريعهم المستقبلية التي ستحدث النقلة المطلوبة في العمل الرياضي.
ومع إطلاق المخرج لكلمة «أكشن» يبدأ استعراض مشروع لا يعدو كونه مهمة من مهام وواجبات المؤسسة الرياضية التي وجدت أصلاً لتنفيذها، وهنا مكمن الخطورة الذي يتمثل في عدم استيعاب فكرة أن الشارع الرياضي على قدر ودراية بمهام كافة مؤسساتنا الرياضية باختلاف تخصصاتها ودرجاتها، ويستطيع التمييز بين ما هو حقيقي وما هو «مسلسل كرتوني» لتبييض صورة مؤسسة أو تخدير شارع رياضي أو إخفاء إخفاق ما، لذا أتمنى من مثل هؤلاء الرجوع للتعريف الحقيقي لكلمة إنجاز إذا ما أرادوا المضي قدماً نحو منصات الإبداع والتجديد.
وأوجه نصيحتي بعدم (تكويم المشاريع) لغاية في نفس يعقوب وليثقوا بأن ذاكرة الساحة الرياضية قوية جداً، ولا تنسى بسهولة ولديها قائمة بالمشاريع التي تم الإعلان عنها منذ فترة وأصبح مصيرها أدراج المكاتب، وأهمس لهم وأقول «انفضوا الغبار» أولاً عن تلك الملفات ومن ثم انتقلوا للخطوة المقبلة، أما ما يحصل اليوم فلا يعدو مجرد سيناريو ممل شبعنا منه جميعاً.
دولتنا تمضي قدماً وبخطوات متسارعة متميزة في كافة المجالات ولا نريد للرياضة أن تكون نشازاً يشوّه تلك الانطلاقة الجميلة خلال الخمسين سنة المقبلة، فهل يستوعب مثل هؤلاء حجم التحدي المنتظر؟
إذا استطاعوا فليواصلوا، وإذا لم يجدوا لديهم القدرة فليعتذروا ولهم كل التقدير والاحترام.
همسة:
«مشكلتنا الحقيقية ليست في الخطأ، بل في عدم الاعتراف به».