أحياناً تكون الصراحة مزعجة، ولكن الحقيقة يجب أن تُحجب، مهما كان الحب جارفاً، والأكيد أن محبة الإماراتيين لكرة القدم ولمنتخب بلادهم، هي من محبتهم لبلادهم، التي تحتفل بمرور خمسين عاماً على تأسيس اتحادها، وهي التي وصلت للمريخ، وأصبحت مركزاً عالمياً مرموقاً في كل شيء، ولكن كرة القدم، وليعذرني الجميع، ما زالت أبعد ما تكون عن تطور بلدها، وما شاهدناه في التصفيات الحالية المؤهلة مباشرة لكأس العالم، وحتى التصفيات التمهيدية، لا يبشر بأن كرة الإمارات قادرة على المنافسة قارياً، وحتى وإن تأهلت لكأس العالم، فهي لن تكون قادرة على تمثيل القارة كأحسن ما يكون (ضمن ما نراه الآن).
نعم، المنتخب يبحث عن المركز الثالث، الذي قد يعني مواجهة السعودية أو اليابان أو أستراليا، ونعم فاز على سوريا ولبنان، وتعادل مع العراق وسوريا ولبنان، وجمع تسع نقاط، وخسر من إيران مرتين، ومن كوريا الجنوبية مرة، أي أنه لم يفز سوى على منتخبين عربيين، يعيشان أسوأ ظروف ممكنة، واحد منهم غيّر أربعة مدربين وثلاثة إدارات وخمسة مديرين للمنتخب، وليس لديه دوري ولا أرض يلعب عليها، والثاني أيضاً ظروفه الحياتية ليست بالمستوى، والثالث، وأقصد العراقي، غيّر مدربيه وحتى لاعبيه.
والمشكلة أن البعض يتفاءل ويتشاءم بالقطعة، أي بين شوط وشوط، ومباراة ومباراة، ولهذا، شاهدنا العتاب والغضب بعد البداية السيئة، ثم شاهدنا التفاؤل بعد الفوزين على لبنان وسوريا، وحتى في الشوط الثاني أمام إيران، رغم الخسارة، ولكن المنتخب لم يكن لديه مبادرات هجومية قوية أمام منتخب ناقص الصفوف، ومتأهل قبل المواجهة، ويلعب بحماسة أقل، ولولا علي خصيف، لكانت النتيجة أكبر من هدف علي طارمي، على العكس مثلاً من المنتخب العماني، الذي يلعب في المجموعة الثانية، ورغم خسارته لأربع مباريات من أصل ثماني لعبها، إلا أنه في كل مبارياته، كان متطوراً جداً، وصاحب همة ومبادرات هجومية، وتعادله الأخير مع أستراليا، وقبلها فوزه على اليابان وفيتنام، يعطينا مؤشراً واضحاً على تميز المنتخب في الثماني مباريات، وليس تذبذب الأداء بين مباراة وأخرى، كما حدث مع الأبيض الإماراتي، الذي نتمنى له أن يواكب فعلاً نهضة بلاده الخارقة، وأن يكون منافساً في قارته بشكل دائم، وأن يتطور ليصبح رقماً صعباً (دائماً) في قارة آسيا والعرب.. أعرف أن المنتخب لديه أمل بالتأهل، ولكنه إن تأهل، فنتمنى أن يكون أحد الأقوياء، لا ضيف شرف في مونديال 2022.