هي تغريدة لم تتجاوز بضعة أحرف على موقع الاتحاد الإماراتي لكرة القدم بعد مباراة الشقيقين الهلال السعودي والجزيرة الإماراتي والتي انتهت بستة أهداف هلالية مقابل هدف جزراوي...

التغريدة تقول (نبارك لنادي الهلال السعودي الشقيق التأهل لنصف نهائي كأس العالم للأندية).. ستون حرفاً فقط كانت كافية لتتحول هذه اللفتة والمباركة إلى ترند عبر وسائل التواصل الاجتماعي وإشادات و7576 لايك و4518 ريتويت و315 رداً وكلها تشيد بالروابط التاريخية والعميقة بين السعودية والإمارات وبالروح الرياضية العالية التي يتمتع بها الإماراتيون وهم من قدموا أيضاً درع البطولة للأمير عبد الله بن مساعد آل سعود رئيس هيئة الرياضة السابق والرئيس الأسبق للهلال، ولتركي بن عبد الله الدخيل سفير المملكة العربية السعودية لدى الدولة، خلال حضورهما للمباراة.

الرياضة لم ولن تكون إلا وسيلة لمد الجسور والتعارف والتواصل والتنافس الشريف، ولهذا شاهدت أيضاً آلاف المصريين يهنئون السنغاليين بالتتويج بلقب أمم أفريقيا رغم دموع الملايين من أبناء «أم الدنيا» ونجومهم الذين قدموا ملحمة كروية كادت تهديهم اللقب الثامن في البطولة التي يحبونها وهم من تخصصوا في هزيمة كبارها، وكنت شاهداً على أكثر من بطولة لم يكونوا بالأساس مرشحين لنيلها وإذا بهم يتوجوا بها ثلاث مرات متتالية بقيادة مدرب عربي كبير هو حسن شحاتة.

الإمارات احتفلت بيوم التسامح الإنساني خلال كأس العالم للأندية التي عادت للدولة، ومنحت سكانها وزوارها الفرصة لمشاهدة نجوم أمريكا اللاتينية وآسيا وأفريقيا وأوروبا، ومن كان يريد الذهاب للندن كي يتابع البلوز شاهدهم في أبوظبي وهم الذين جاؤوا باحثين عن لقب عالمي لم يدخل خزائنهم قط - وحققوا الحلم - وللأمانة فقد عذبهم الهلال السعودي وكاد أن يُخرجهم ويحرجهم وهم أفضل نادِ في العالم لعالم 2021 حسب «فيفا».

كل شيء كان رائعاً لولا نتيجة الجزيرة الكبيرة أمام الهلال ثم الخسارة الثانية أمام مونتيري المكسيكي على المركز الخامس، وكنا نتمنى لو كان الأداء أفضل لبطل الإمارات، لأنه من نافلة القول إن مشاركة المستضيف يجب أن لا تكون شرفية والفوز على بيري التاهيتي لم ولن يكون معياراً للقوة، واستغرب جداً من الذين يتحدثون عن النصف ساعة الأولى لأن المباراة ليست نصف ساعة بل ساعة ونصف زائد الوقت المضاف، والأكيد أن الخسارة واردة في كرة القدم، وخسر الهلال من تشيلسي، ولكن صحف العالم كلها أشادت به وبأدائه وصفقت له ولجماهيره ومدربه ولاعبيه.