منذ الجولة الأولى كتبنا عن البداية النارية لدوري أدنوك الإماراتي هذا الموسم والذي شهد قمة الوصل بالوحدة والشارقة بشباب الأهلي ثم الجولة الثانية، التي شهدت فوز اتحاد كلباء على الوحدة وسباعية العين بالظفرة وثلاثية الشارقة ببني ياس، ثم جاءت الجولة الثالثة الأكثر نارية في إثارتها اللامتناهية، والتي حبست الأنفاس وشدت كل المتابعين للكرة الإماراتية من داخل الدولة وخارجها، وأهمها قمة الجزيرة بالعين التي حدث فيها كل شيء في عالم كرة القدم من حضور جماهيري كبير وبطاقات حمراء وصفراء وأهداف ملغاة واحتكام للفار ودقائق قاتلة وأخطاء من لاعبي الطرفين وكفاحية من العين بعشرة لاعبين، فبدا وكأنه يلعب بـ 12 لاعباً وتعملق لنجم الإمارات الأول علي مبخوت، فكانت قمة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى ليتصدر مع الشارقة بالعلامة الكاملة، علماً أن مواجهة الشارقة بعجمان هي الأخرى كانت دراما كروية مثيرة أثبتت أنه لا يوجد فريق واحد في الدوري يمكن اعتباره لقمة سائغة أو بوابة عبور فحتى البطائح الوافد الجديد لدوري الأضواء تمكن من الفوز في مباراته الأولى ولا نعرف إن كان سيواصل في بطولات النفس الطويل، وتبقى علامات الاستفهام على شباب الأهلي والنصر اللذين توقعنا منهما أداءً أفضل (ولا أقول نقاطاً أكثر)، ثم جاءت قمة شباب الأهلي بالوحدة لتؤكد هذه الإثارة وتعيد شباب الأهلي لدائرة الضوء بقيادة مدرب عالمي مثل جارديم، وبالطبع عادت الأسئلة من جديد حول الوحدة الذي توقعناه أن ينافس على اللقب قبل بداية الدوري ثم شاهدنا خيارات لاعبين غريبة ومستوى غير متوقع ونقطة من تسع ممكنة والأكيد سيكون هناك تبعات للخسارتين الأخيرتين لكن لا نعرف مداها.
لهذا ورغم أن الدوري في بدايته ولكن مشجعي الوحدة ليسوا بنفس سوية التفاؤل مثل مشجعي العين والجزيرة والوصل والشارقة، رغم خسارة العين من الجزيرة، ولكن العين يبقى بهيبته ونجومه وجماهيره الرقم الأصعب في معادلة كرة القدم الإماراتية وهو خسر أمام منافس كبير وبطل سابق للدوري مثل الجزيرة الذي نراه اليوم بكامل عافيته وجاهزيته للسعي نحو لقب جديد، فيما تحتار جماهير بني ياس وخورفكان والظفرة في أحوال فرقها، خصوصاً أنها من الفرق العنيدة والتي تقاتل عادة حتى النفس الأخير، ومن الصعب جداً الفوز عليها تاريخياً، الأهم أن الدوري «مولع» وفيه إثارة وجماهيرية كبيرة وهو ما يجعله جاذباً للمتابعة والحضور في الملاعب وليس خلف شاشات التلفزيون.