يوم الثلاثاء الماضي وبعد نهاية ودية الإمارات وفنزويلا التي انتهت برباعية ثقيلة وخلال عرض تقرير المباراة سألت محللي البرنامج عن رأيهم بالمنتخب ولاعبيه وكانت الإجابة محيرة (ماذا نقول؟)، أعتقد أن هذه العبارة تختصر حقيقة حال المنتخب في تلك المباراة رغم الأداء المعقول في المباراة التي سبقتها أمام باراغواي وبهدف متأخر، إلا أن الحال اختلف جذرياً وكلياً أمام فنزويلا التي من المفترض أن تكون أضعف من باراغواي صاحبة التصنيف 50 في الفيفا لشهر أغسطس، بينما فنزويلا تصنيفها 56 والإمارات بالمركز 69.

ورغم عدم قناعاتي بموضوع التصنيف وأرقامه، ولكن ما شاهدناه لا يدل أبداً على أن الكرة الإماراتية تستفيد من دروسها وأخطائها حتى لو كانت المباراة ودية، فهذا هو سبب إجراء المباريات الودية وهو الوقوف على جاهزية اللاعبين، أساسيين واحتياطيين، وكيفية توظيف الجميع في منظومة واحدة، وبقناعتي أن أروا بارينا الذي لا أعتقد أنه يتحمّل وزر ما يحدث فهو لا يستطيع صناعة لاعب ولا يستطيع الذهاب للحارات والأكاديميات لإيجاد اللاعبين، علماً أن كل من سبقوه في تدريب المنتخب فشلوا ومنهم من تمت إقالته حتى دون أن يلعب مباراة رسمية واحدة، وبالتالي فلم يتمكن أحد حتى الآن من إيجاد طرف الخيط لمنتخب يعود بالكرة الإماراتية إلى مكانها الطبيعي الذي تستحقه قياساً على تطوّر الدولة في كل المجالات وعلى ما يتم صرفه على الأندية واللاعبين والمنتخبات وعلى البنى التحتية المذهلة في الإمارات والتي تتمناها أية دولة في العالم.

مشكلة المنتخب أولاً في نوعية اللاعبين ضمن المراكز خصوصاً الظهيرين والاعتماد على علي مبخوت بشكل كبير، وعدم وجود البديل القادر على سد فراغ الأساسي، ولهذا أعتقد أن الفكرة الأساسية تتلخص في البحث عن المواهب ورعايتها وتشجيع الاحتراف الخارجي الذي أراه العامل الأساسي والأكبر في إيجاد نوعية لاعبين على سوية عالية والعودة للمدارس والبطولات المدرسية وتشجيع الأكاديميات العامة والخاصة، وهذا الكلام قلناه قبل فترة وخلال تصفيات كأس العالم ومنذ زمن، ولا نقوله أبداً كردة فعل على مجرد خسارة مباراة ودية لن تقدم أو تؤخر ولكنها حتماً جرس إنذار علينا سماعه بشكل دقيق وسبق وقلت حتى لو تأهل المنتخب لنهائيات كأس العالم فهو ليس بقادر على التنافس ولا على مقارعة الأقوياء (حالياً على الأقل).