رغم أنها لم تكن من أمتع المباريات فنياً، إلا أنها كانت مباراة تليق بنهائي الكأس الأغلى في الدولة، وهل هناك أغلى من بطولة تحمل اسم رئيس الدولة؟ توقعنا جميعاً أن تكون مباراة مثيرة قياساً على سمعة طرفيها والنجوم المتواجدين من محليين ومحترفين ومقيمين، وقياساً على جماهير الناديين الذين زينوا مدرجات أحد أجمل ملاعب العالم وليس الإمارات فقط.
كل شيء كان مثالياً، بدءاً بالحضور القيادي، مروراً بالإبهار من اتحاد الكرة بحفل أذهل المتابعين تنظيماً وفعاليات، وألهب المدرجات التي لم نجد فيها مكاناً، والنقل التلفزيوني الرائع، وأرضية ملعب يحلم أي لاعب كرة قدم في العالم أن يلعب عليها، وطاقم تحكيمي أجنبي يؤكد علو كعب الاختيار، وانتهاء بهدف عالمي بتوقيع لاعب عالمي هو الإسباني الكاسير الذي اخترناه في «صدى الملاعب» رجل المباراة رغم أن المنظمين اختاروا كايو الشارقة، ولكن برأيي المتواضع فهدف الكاسير البعيد المدى هو من منح الشارقة لقبه التاسع، وحرم الوحدة من لقبه الثالث، ومنح الروماني كوزمين الكأس التي استعصت عليه رغم كل إنجازاته في الدولة مع الأندية التي دربها.
من حق الوحداوية أن يخرجوا محبطين لأن من شاهد فريقهم مع العين على نفس الملعب، يحول تأخره إلى فوز هو الأول منذ ثماني سنوات على الزعيم، من حقهم أن يتساءلوا ما الذي جرى لنجومهم الذين عجزوا عن التسجيل وعجز مدربهم خيمينيز عن فك شيفرة كوزمين.
ومن حق الشرجاوية أن يفاخروا بفريقهم وإدارتهم وبدعم صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الذي يتابع الرياضة ويدعمها ويرى فيها وجهاَ مشرقاً في دولة متطورة. ولا ننسى دعم قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، والتي يعرف القاصي والداني بصماتها على الرياضة في الإمارة الباسمة.
وما زاد فرحة الشرجاوية أن آخر نتيجة لهم في الدوري قبل النهائي كانت خسارة الوصل، فيما جاء الوحدة منتشياً بفوزين على النصر والعين، ولكن وكما قال كوزمين، فإن مباريات الكؤوس لها حساباتها الخاصة، وهنا رجحت كفته وكفة معرفته بالمنطقة واللاعبين والثقافة المحلية على حساب خيمينز، الذي لا يمكن بأية حال من الأحوال اختزال عمله في خسارة مباراة نهائية واحدة، بل له كل التحية على تقديم فريق كبير واضح أنه سينافس بقوة على لقب الدوري.
مبروك للشارقة أغلى الكؤوس وحظاً أوفر للوحدة.