في يوم إطلاق المستكشف «راشد» وهو جزء من برنامج الإمارات الفضائي بدءاً بالمريخ ومروراً بالقمر ووصولاً للزهرة، اكتب هذه المقالة وهي بعد يوم من الإنجاز العربي المغربي الإفريقي بالوصول لمربع الذهب في كأس العالم 2022 التي تقام على أرض عربية قطرية وسط تنظيم مبهر وملاعب خيالية وأجواء تفوق المثالية.

نعم المستحيل ليس عربياً، فمن كان يتخيل أن العرب يمكن أن يذهبوا للمريخ أو الزهرة ومن كان يتخيل أن تستضيف دولة عربية أهم حدث كروي على سطح المعمورة ويتابعه مليارات البشر ومن كان يتخيل أن تهزم السعودية الأرجنتين وتونس تهزم فرنسا، والمغرب يهزم إسبانيا وبلجيكا وكندا والبرتغال، ويصل لنصف نهائي كأس العالم بهدف يتيم في شباكه ومن دون أي خسارة!

المغرب بقي وخرجت البرازيل بطلة العالم 5 مرات وقبلها خرجت ألمانيا بطلة العالم أربع مرات وخرجت معها أوروغواي بطلة العالم مرتين، وبعدها خرجت إسبانيا بطلة العالم مرة وإنجلترا بطلة العالم مرة، من كان يتخيل أن بلداً عربياً في محيطه الإفريقي يدافع عن ألوان المستضعفين «كروياً» ويصنع الفرحة في شوارع بروكسل وباريس والرياض وجدة وأبوظبي ودبي وعمّان والكويت ومسقط والمنامة ودمشق والقاهرة وطرابلس وبيروت وتونس والجزائر والخرطوم وعدن وبغداد والدوحة والقدس ورام الله وجيبوتي وموريتانيا والصومال وكل مكان فيه نبض عربي في أنحاء العالم.

هي ليست فقط كرة القدم التي وحدت النبض العربي ولا هو الإنجاز بل هي الروح العربية، التي كانت تحتاج فقط لمن يستنهض همتها وهي المكتظة بالمواهب والإمكانات والقدرات البشرية والمادية والصناعية والزراعية والاقتصادية والسياحية والفكرية وفي كل مجال إنساني يمكن أن نتخيله.

نعم لم لا تكون كأس العالم عربية مغربية؟ فما فعله المغاربة بكل بساطة أنهم جعلوا المستحيل مجرد كلمة كما فعل الإماراتيون في دولتهم التي بات جوازها الرقم واحد في العالم، وباتت أرضها الطيبة مقصد الملايين من الناس وباتت مطاراتها الأكثر ازدحاماً على سطح الكوكب.. شكراً لكل جهد عربي يعيد لنا ثقتنا بأنفسنا ويعيد لنا الأمل بأن القادم أحلى وأفضل وأجمل.