حتماً لن تمر مشاركة المنتخبات العربية الأربعة في نهائيات كأس العالم قطر 2022 مرور الكرام، لأن فيها دروساً وعبراً وحكايات يمكن أن يتناقلها كل من عاصر هذه البطولة بدءاً من فكرة تنظيمها وانتهاء بتتويج بطلها. بكل بساطة هي بطولة استثنائية في كل شيء .
حدث كان يبدو من ضرب الخيال قبل 12 عاماً، عندما تقدم القطريون طالبين الاستضافة، واليوم بات ذكرى لن تمحى من الذاكرة، فاليوم باتت في أرض العرب، وكروياً، تمكن العرب من الفوز على بطل العالم مرتين بتخطي الأرجنتين وفرنسا، كما فازوا على بطلة العالم السابقة إسبانيا وعلى بطلة أوروبا السابقة البرتغال وعلى المصنفة الثانية في العالم بلجيكا، بينما كنا نحتفل سابقاً بذكرى فوز يتيم أو أداء مشرف إن تأهلنا للدور الثاني، وحدث مرتين في التاريخ فقط عامي 1986 في المكسيك عبر المغرب وفي 1994 عبر المنتخب السعودي.
اليوم بتنا نذرف الدموع ليس على وداع مبكر، بل على عدم التأهل للمباراة النهائية وحتى على عدم إحراز كأس العالم فهل من درس أبلغ من هذا الدرس؟ نعم نحن قادرون على التنظيم وعلى المنافسة وعلى أن نكون قوى عظمى في كل مناحي الحياة وهو ما شاهدناه حيت تعرض العالم لجائحة «كورونا»، فكانت منطقتنا هي الأكثر سلاسة في التعامل مع الجائحة.
لا يهمني من توج بالكأس ولهذا أكتب المقالة قبل مواجهة فرنسا والأرجنتين، وإن كان الكثيرون يتعاطفون مع «ميسي» الذي أراد أن يختم مسيرته التاريخية بلقب، بينما غادر رونالدو باكياً وهو الذي تمنى أيضاً أن يختتم مسيرته بلقب لم ولن يحمله أبداً.
الدرس الأبلغ الذي تعلمناه، أننا عندما نؤمن بقدراتنا، يمكننا فعلاً أن ننافس العالم الذي كان ينظر لنا من أعلى، ويعتقد أننا دول نامية «حتى لا يستخدموا مصطلح دول متخلفة» وها هم يرون بأم أعينهم كيف ننافس في كل شيء في الرياضة والفضاء والاقتصاد والسياسة وإسعاد المواطنين، حتى باتت بعض دولنا العربية والخليجية حلماً لبعض مواطني «الدول العظمى» كي يعملوا ويعيشوا فيها، ويجب علينا فقط أن نسألهم عن السبب لنعرف أننا فعلاً صرنا من أصحاب القمم والمقدمة في كثير من الأمور.