بكل بساطة نحن كأمة عربية قادرون على العودة لكتابة التاريخ كما فعل أسلافنا لو أردنا ذلك لأنه لا تنقصنا العقول ولا القدرات البشرية أو المادية أو الاقتصادية والجغرافية، وما يحدث في بعض الدول العربية هو نموذج يحتذى لما يجب عليه أن نكون، كأس العالم في قطر 2022، انتهت ولكن دروسها لم ولن تنتهي مع انتهائها فهي الكأس الأولى التي تقام على أرض عربية خليجية وهي باعتراف الجميع «الغريب قبل القريب» بأنها كأس استثنائية في تنظيمها وملاعبها وأمانها وكرم أهلها وحتى في مبارياتها ونتائجها.
بدأت بحفل افتتاح فيه لمسات منطقتنا وتسامحنا وحضاراتنا وتراثنا وتعايشنا مع كل الجنسيات والديانات التي تعيش على كوكب الأرض، وبدأت بفوز عربي سعودي خليجي على من حملوا كأس العالم لاحقاً وأقصد المنتخب الأرجنتيني، ثم جاء الفوز المغربي على المصنف الثاني على العالم، وبعده فازت تونس على صاحب اللقب العالمي الذي كان يدافع عن لقبه ووصل للمباراة النهائية لاحقاً، وكاد أن يحافظ على لقبه لولا عجوز أرجنتيني شاب اسمه ميسي أحرز الكأس التي كانت تنقص خزائنه المرصعة بالألقاب، وانتهت بمركز رابع عربي يحدث لأول مرة في التاريخ عبر المنتخب المغربي، الذي صنع حالة عربية غير مسبوقة من التلاحم والتعاضد والتآخي، ثم كانت لقطة الختام بالتتويج بالبشت العربي والتي أثارت حنق بعض المتعصبين في بلاد الغرب، الذي يدعي الديمقراطية وحقوق الإنسان زوراً وبهتاناً، وهو صاحب التاريخ الاستعماري للمنطقة والعالم. ويبدو أنه مهما فعلنا سيبقون ينظرون إلينا بشكل غير منطقي رغم وصولنا للمريخ، ورغم استضافتنا أهم الأحداث العالمية بكل سلاسة ويسر، ورغم تواجد الملايين من الغربيين على هذه الأرض التي منحتهم الأمن والأمان والرفاهية والاستقرار النفسي والمادي، ولكن يبدو أنه من الصعب عليهم أن يعترفوا أننا مثلاً خلال جائحة كورونا قدمنا للعالم كله نموذجاً يحتذى في الحفاظ على أرواح الناس مهما كانت جنسياتهم، وفي إسعاد المواطن والمقيم وفي التعاملات الحكومية الرقمية غير المسبوقة، وفي تقديم العون لمن يحتاجه، بينما هم غارقون في معيشة صعبة ومعقدة وكانوا يتصلون بالإسعاف لنجدتهم فيطلبون منهم عدم الاتصال أو البقاء في منازلهم.
نعم العرب قادرون لو أرادوا أن يعودوا لسدة العالم وحتى قيادته، ولم لا فنحن أصحاب حضارة وتاريخ وعقول ومفكرين وقادة لشعوبهم محبين ومخلصين، ومن أجل سعادتهم وراحتهم مصممين ومثابرين ولهذا تجدنا نحبهم ونفديهم بالغالي والثمين.