تشرفت للمرة الأولى بأن أشارك في النسخة الثامنة من منتدى دبي العالمي لإدارة المشاريع بتنظيم من أكثر من جهة مبدعة في دبي، جهات باتت تجاربها محط أنظار العالم بدقة العمل وسلاسته وجودته وسرعة تنفيذه، منها هيئة الطرق والمواصلات، وديوا، ودي بي ورلد.

في مثل هذه المنتديات يجتمع خيرة خبراء وقادة الفكر والتنظيم والقيادة في العالم، ليتبادلوا خبراتهم. وقد تشرفت بإدارة ندوة الصديق ناصر الخاطر، رئيس اللجنة المنظمة لكأس العالم في قطر، الذي عايش ملف بلاده منذ كان فكرة إلى أن أسدل الستار على أنجح بطولة في تاريخ كؤوس العالم، بطولة تشاركت المنطقة كلها في الاستفادة منها؛ لأنها الأولى في التاريخ التي تقام في دولة عربية وخليجية، وشاهدنا كيف تعاونت الدول مجتمعة على تسيير رحلات جوية بلغت ستين رحلة يومية مثلاً من الإمارات إلى قطر، وكيف جاء السياح إلى الخليج ودخلوا لمدة تسعين يوماً من دون تأشيرة دخول، بل عبر بطاقة «هيا»، التي تخولهم حضور مباريات كأس العالم.

في الندوة سمعنا عن التجربة القطرية في استضافة البطولة، وكيف تعاونت الجهات المختلفة من حكومية وخاصة وأهلية، وما الخطط التي وضعوها من أجل إنشاء البنى التحتية والملاعب والشوارع والمطارات، وتعرفنا عن قرب أكثر على التحديات والصعوبات التي واجهت قطر في مشروعها الكبير، وكيف تغلبوا عليها، وتعرفنا على المهارات والقدرات المطلوبة في القادة المكلفين بتنظيم البطولات الكبرى من أجل إنجاحها، ولماذا تم وضعها تحت مسمى اللجنة العليا للمشاريع والإرث، وما الإرث الذي تركته البطولة لقطر والمنطقة بشكل عام.

حتماً دولة الإمارات قدمت للعالم مشاريع كبرى ستظل شاهدة على مدى التاريخ، ومن المستحيل تعدادها؛ نظراً لكثرتها وتنوعها، وحتماً لا يمكن التحول للمستقبل من دون رؤية شاملة كاملة لكل قطاعات الدولة، وهو ما نراه يتحقق على أرض الواقع، لتصبح الإمارات قوة اقتصادية وسياسية وسياحية وثقافية، ومركزاً لأهم العقول والشركات العالمية؛ نظراً للثقة الكبيرة بقوانينها وانفتاحها وقدرتها على التأقلم مع الأزمات العالمية، وآخرها أزمة كورونا.

مثل هذه المنتديات تفتح أعيننا أكثر على تجارب الآخرين، ونعطيهم من تجاربنا ليتكامل العالم، وتكون الإمارات جسر تواصل بين الجميع بانفتاحها وتسامحها وتعايشها مع الجميع؛ لأنها بكل بساطة وطن الإبداع والمبدعين.