التجربة الإندونيسية

أثار منتخب إندونيسيا انتباهي كما أثار انتباه الكثيرين لاسيما بعد فوزه الأخير على المنتخب السعودي بهدفين مقابل لا شيء في تصفيات كأس العالم 2026، وهو الأمر الذي وصف بأنه مفاجأة من العيار الثقيل، كونه الأول من نوعه منذ ما يزيد على 40 عاماً.

وحقيقة الأمر أنه كان كذلك قياساً للفترة الزمنية الطويلة، لكنه لم يكن كذلك بالمرة خلال الملعب الذي كان فيه المنتخب الإندونيسي هو الأفضل، والأكثر خطورة وفاعلية وأهدافاً.

قد تختلف معي إذا قلت لك إنني من أنصار ترشح هذا المنتخب للذهاب لكأس العالم، إن لم يكن هذه المرة، فهو قادم، ولن يتأخر كثيراً، نتاج التطور الكبير الذي يشهده وما يقدمه، كثمرة منطقية للمشروع الوطني الذي اتخذوه، ووضع أقدامهم على الطريق الصحيح.

المشروع الوطني الإندونيسي فيه الكثير من التفاصيل، لكني أختار لك نقطتين مهمتين توقفت عندهما أكثر من غيرهما: الأولى: قرار الاعتماد على المدرسة الكورية لتساعدهم لتنفيذ أفكارهم، لاسيما فيما يتعلق بمنتخبات المراحل السنية ومراكز التكوين، إيماناً منهم أن المدرب الكوري هو الأنسب لما يتمتع به من انضباط، خارج الملعب كأسلوب حياة، وداخل الملعب، تنظيمياً وتكتيكياً ومهارة، ولم ينبهروا مثل غيرهم ويهرولوا ناحية المدرب الأوروبي، كذلك عمموا التجربة حتى على منتخبهم الوطني الأول.

النقطة الثانية: تتعلق بالإيمان الكبير بأهمية الاحتراف الخارجي، حتى تتوازن الأمور بين الشأنين الداخلي والخارجي، كانت هولندا هي المكان الأنسب للكرة الإندونيسية لكي يحترف فيها لاعبوها، استغلالاً للعلاقات الطيبة التي تربط البلدين، وبالفعل أصبح لديهم في فترة وجيزة حوالي 14 لاعباً محترفاً في الدوريات الأوروبية.

آخر الكلام

انتظروا المزيد من هذا المنتخب، ولا تندهشوا إذا صعد للمونديال، فهو قادم على طريقة كوريا واليابان، وباختصار من يريد التطور الحقيقي لن يمنعه أحد، فقط عليه أن يحدد هدفه، يتخذ قراره، ويتحلى بشجاعة القدرة على التغيير.