قرارات خيالية

ت + ت - الحجم الطبيعي

معلوم أن تقنية «الفار» اخترعوها لكي تظهر لنا الأخطاء المصيرية، التي تغيب عن الحكم، الذي يتخذ قراره في جزء من الثانية، لكي يعود الحق لأصحابه، وتسود العدالة في نتيجة المباراة، ويأخذ كل ذي حق حقه، ومعلوم أيضاً أن هذه التقنية قد تطورت بصورة مذهلة لكي لا تترك شاردة أو واردة، تحديداً في ألعاب التسلل أو ضبط ركلات الجزاء إلا وتصيدتها، من خلال انتشار هائل لعيون الكاميرا في كل الزوايا والأركان.

وعلى الرغم من كل ذلك، وعلى الرغم من أن اتحاد الكرة الاماراتي قد أخذ بأحدث الأساليب، وكلف نفسه المبالغ الطائلة وملايين الدولارات، إلا أن الخلل ما زال قائماً، وبصورة قد تبدو غير مقبولة بالمرة، لدرجة أن الحكم الدولي السابق فريد علي، الذي يتولى تقييم أداء الحكام تلفزيونياً، ظهر وقد فاض به الكيل عندما احتسب حكم مباراة بني ياس والوحدة ركلة جزاء لصالح بني ياس لا تمت لركلات الجزاء بصلة، وتسبب هذا القرار الخطأ في التأثير على نتيجة المباراة النهائية، هذا ليس رأيي بل رأي فريد علي، الذي عبر عن هذا الخطأ بتعبير خطير قال فيه: «إنها ركلة جزاء خيالية»، وقال: أيضاً كنت أظن- كما كان كل من شاهد اللقطة من الجماهير- أن الحكم بعد الرجوع لـ«الفار» ومشاهدة اللقطة بنفسه، ومن كل الزوايا سيراجع نفسه ويلغي قراره السابق، إلا أنه لم يفعل، وكأنه هو الوحيد الذي رأى غير كل ما رأيناه.

ولم تكن هذه هي الواقعة الوحيدة، التي صادفت اليوم الأول من الأسبوع الخامس في دوري أدنوك الإماراتي للمحترفين، بل ذكر فريد واقعة مشابهة في مباراة اتحاد كلباء وحتا، احتسب فيها الحكم ركلة جزاء «خيالية» أخرى على حد تعبيره، وتسهم في تغيير نتيجة المباراة، التي انتهت لصالح كلباء بقرار، كما انتهت المباراة الأخرى بقرار أيضاً لصالح بني ياس.

كلمة أخيرة

الكلمات السابقة هي رأي خبير تحكيمي حاليّ وحكم دولي إماراتي من الذين كان يشار إليهم بالبنان فماذا تنتظر لجنة الحكام ؟!

كل ما سبق لا ينفي جهود فريق بني ياس ورغبته الكبيرة في الفوز، ولا ينفي جهود كلباء بالطبع، لكن تحقيق العدالة هي المبدأ الأساسي، الذي قامت عليه كل المنافسات الرياضية، منذ وجدت وحتى الآن.

Email