يوم الفوز

ت + ت - الحجم الطبيعي

من بعض قراءتي الدينية المتواضعة، تعلمت أن الفوز أهم من الانتصار، لأن الانتصار شأن دنيوي، أما الفوز فيكون مقروناً بالآخرة، وعندما حاولت أن أقارب هذا المفهوم الجميل على الرياضة، وهي نشاط إنساني، فانتهيت إلى أن الفوز أيضاً أهم من الانتصار.

فالفوز يكون بالأهداف، مشفوعاً بالأداء الذي يعطيك اطمئناناً من أجل الغد، أما الانتصار، فربما يأتي لك بالأهداف من دون مستوى، وهذا يحدث كثيراً في كرة القدم، ورغم سعادتك بالأهداف، إلا أنك لا تستطيع أن تمنع نفسك من بعض القلق، خوفاً على القادم.. هذه الخواطر راودتني وأنا أترقب اللقاء الذي يجمع منتخبنا الوطني الإماراتي مع منتخب نيبال اليوم، في بداية مشوار التصفيات الأولية لكأس العالم 2026.

وعلى الرغم من أن المباراة بصورتها علي الورق تبدو في المتناول، للفارق الكبير بين المنتخبين، إلا أننا تعلمنا من تجارب سابقة ألا نلقي بالاً لذلك، لسببين: أولهما تجنب مفاجآت كرة القدم، وهي واردة، وثانيهما أننا نريده فوزاً ممزوجاً بالأهداف والمستوى، غني عن البيان أهمية الفوز الأول، فهو بغض النظر عن مستوى الفريق المنافس، كفيل بأن يفتح الأبواب، ويعطي الثقة للاعبين وأجهزتهم، ويجلب الفرح للجماهير.

كلمات أخيرة

إذا كانوا دائماً يصفون المشهد عندما تبدأ المنافسات الرسمية بـ «ساعة الحقيقة»، فإننا مع كل الاحترام لمنتخب نيبال، نعتبرها نصف الحقيقة، أما ساعة الحقيقة بمعناها الواقعي، فستكون الثلاثاء المقبل، عندما يحين موعد اللقاء الثاني مع المنتخب البحريني الشقيق، هناك في العاصمة المنامة، هذا الديربي الخليجي سيعطينا المؤشر الحقيقي، ونتمنى بالطبع أن يظل اعتقادنا في محله، في عهد المدرب البرتغالي باولو بينتو، الذي نحلق معه ومع نجوم الأبيض القدامى والجدد، إلى آفاق بعيدة تمتد لعام 2026.

لم يتبقَ إلا أن نشاهد استاد آل مكتوم مكتظاً اليوم، فنبض الجماهير يلهب حماس اللاعبين، ويقرب بيننا وبين تحقيق أهدافنا.

Email