لأنه الأهلي

ت + ت - الحجم الطبيعي

عندما يكون الفوز في مباراة عادية ربما لا تنتبه إليه، لا يستوقفك كثيراً، دعه يمر، فالرياضة هكذا، الفوز والخسارة وجهان لعملة واحدة، لكن عندما يكون فوز الأهلي المصري على الاتحاد السعودي وبثلاثة أهداف على ملعبه، وفي بطولة عالمية، وأمام حشد هائل من الجماهير المتحفزة من أنصار الفريق صاحب الأرض وممثل بلده في هذه المناسبة الكبرى، وأمام أشياء أخرى كانت تسير في اتجاه غير رياضي من بعض الأصوات الإعلامية قبل أن يبدأ اللقاء، نعم في ظل كل هذه التحديات، يكون للانتصار الأهلاوي مذاق آخر بطعم الشهد، لكل من ناصر الفريق الأحمر، ليس في مصر وحدها، بل في كل بلدان العروبة. نعم فاز رغم قوة الفريق المنافس، رغم نجومه اللامعة، رغم قيادة النجم الخلوق بنزيمة ورفاقه من اللاعبين الأجانب والسعوديين المتميزين، هل تعرف لماذا؟!

لأنه الأهلي.... الأهلي الإرث، الروح، الجماهير، الاحترام.

★ الإرث: هو ذلك الضارب في التاريخ بكل الخبرات والتجارب والانتصارات المدوية في المواقف الصعبة تحديداً، لقد صنعت تاريخه ومجده.

★ الروح: وهي المعروفة بروح الفانلة الحمراء، إنها شيء من نوع خاص، تعتري كل لاعبيه على مر العصور، تعينه وقت الشدة، تظهر وقت التحديات الصعبة كما حدث في الرياض ليلة أول من أمس، في كل مشاهدها التي لا تقوى عليها سوى شخصية لابسي الفانلة الحمراء المهيبة.

★ الجماهير: هي شئنا أم أبينا جماهيره من «طينة» أخرى، ليست فقط شديدة الولاء لدرجة التعصب، بل لأن حبها للأهلي لا تحده حدود، نعم ليس مرتبطاً بحدود الفوز والهزيمة، بل هو حب خالد.

★ الاحترام: هو صفة نبيلة ينفرد بها هذا النادي العريق على مر السنين، الاحترام للنفس والمنافس، سره لا يخرج من جدران ناديه، تحميه دائماً وأبداً إدارة لا تعرف سوى مصلحته وحب شعاره، تعمل من أجله هو فقط وتنسى نفسها، اسألوا الرعيل الأول، اسألوا صالح سليم، اسألوا محمود الخطيب.

 

آخر الكلام

هل معني ذلك أن الأهلي فريق لا يقهر، بالطبع لا، أنا أتحدث عن التحديات والمواقف الصعبة، لا سيما عندما تكون القمة عربية عربية مثلاً، ولها أبعادها ودلالاتها.

لا أعرف مثلاً كيف ستكون النتيجة مع فلومينزي البرازيلي العريق في نصف نهائي بطولة العالم غداً، لكني أعرف أن الأهلي يقاوم ولا يستسلم، يحاول تقليل الفارق بينه وبين من هو أقوى منه، بروحه وشخصيته وجماهيره وإرثه.

Email