لعب «شوارع»

ت + ت - الحجم الطبيعي

عندما تحين ليلة الغد الجمعة، سيكون عشاق كرة القدم الجميلة على موعد لمشاهدة نهائي كأس العالم للأندية، بين فريق مانشستر سيتي الإنجليزي، وفريق فلومينينسي البرازيلي، وكلاهما يطمع في إحراز اللقب الكبير لأول مرة، مان سيتي، الذي فاز رسمياً بلقب أفضل فريق في العالم 2023، تأهل بعد فوزه على أراوا الياباني بثلاثة أهداف نظيفة، بينما تأهل البرازيلي، الذي وصفوه بفريق العواجيز، على حساب الأهلي المصري، بهدفين دون مقابل، ولم يكن وصف العواجيز هو الوحيد الذي وصفوه به، بل قالوا أيضاً إنه يلعب كرة «الشوارع».

وحقيقة الأمر أن مصطلح لعب«شوارع»، كان قد استأثرت به الأندية البرازيلية أكثر من غيرها، وهو نوع من المدح، في إشارة إلى كرة القدم التي تعتمد على المهارات العالية، وتحدث المتعة، لمن يشاهدها، إلا أن ذلك أيضاً لم يكن يخلو من الذم، حيث إن هذه الكرة يغلب عليها الأداء الفطري، أكثر من التنظيم والخطط التي تميز كرة القدم الحديثة، وإذا أردت الصدق والحياد، فإن هذا الفريق فاز على الأهلي بالاثنين، بلعب «الشوارع»، حيث المهارات العالية، والتحكم الشديد في الكرة، من خلال التمريرات والاختراقات في مسافات ضيقة، وهو نفس المشهد الذي كانوا عليه في الشوط الثاني، وأحرزوا فيه هدفي الفوز، أما في الشوط الأول، فقد استخدموا فيه الخطط والتنظيم، وتصدوا لهجمات الأهلي المتتالية والخطيرة، والتي كانت امتداداً لحالته أمام اتحاد جدة، ثم تشددوا في الشوط الثاني، وأظهروا المهارات، ولغة التحكم، مستغلين التراجع والتعب البدني، فكان لهم ما أرادوا، ضاربين عرض الحائط لكل من أشاع عنهم مفهوم فريق العواجيز.

 

كلمة أخيرة

الكل يترقب ما سوف يفعله هذا الفريق أمام مان سيتي، الذي يلعب كرة القدم بمفهوم الكرة الجماعية المنتجة غزيرة الأهداف، نظراً لتعدد وتنوع المصادر التي لا تعرف من أين يأتيك منها الخطر.. مان سيتي، الذي أحدث طفرة في ألقابه ومستواه طيلة المواسم الماضية، والتي أثبت فيها أنه فريق من العيار الثقيل، سواء في الدوري الإنجليزي، أو الكرة الأوروبية.. نعم، فالألقاب والبطولات أصبحت تبحث عنه أكثر مما يبحث عنها، وما بطولة العالم للأندية المتوقعة غداً، ليكتمل بها عنقود الإنجازات المبهرة، إلا غيض من فيض.

Email